نزاع يغير أتجاه البوصلة..

علي ياغي ..

نقاش تلاه نقاشات ثم خلاف حتى تفاقمت الخلافات، ورأي عقيم في نهاية كل حوار، فالسير بأتجاه أثبات الذات واقع محسوم الإرادة لدى الروس والأمريكان، فتزدهرُ حياتهم سرا لتفض أخر أخبارهم حزناً، فكأن الغريب فوق العين سيعلو حاجباً حاملا النعش ليوم تميل به كفته ويُسقطهُ، (بلدانٌ خسرت مواردها شعوبا وذهبا).
فأكتشف بعد الخصام الذي حصل؛ أن شر الخصومة أن تعادي أخاً يتحرك بين اليمين واليسار يُدخل الشمال بالجنوب دافعاً الغرب لمحاربة الشرق؛ والتكهن بما سيحدث لا يبشر سوا بولادة مشلوله.
الجميع يراقبون التطورات على مختلف الأصعدة ويطلعون على أحدث التصريحات، لكن ماذا نفهم من تشابك الأمور وصعوبة ربط العلاقات بين الملفين اللذان يُشكلان المحور الرئيسي من الحدود القريبة للإشتراكيين فتصبح (أوكرانيا و ايران وحتى كوريا الشمالية وسورية وتدخل الصين) ضمن خارطة واحدة موصولة بملف أن أمريكا لا تريد منافس لها، كونها تريد البقاء بمرتبة الهيمنة القطبية، فنشأت الروس وتحركهم نحو إعادة التقدم وبناء جديد للأتحاد بقواعد عسكرية، إضافة للتطور الذي حصل ببناء قواعد تدعم نفوذها بالأبيض المتوسط، راسمة ما يشبه (الكريدور) الذي يوصل روسيا بأتجاهه براً، فتحكم السيطرة منه للمنافسة الند بالند ضد أمريكا، هو الأمر الذي استيقظت عليه الولايات المتحدة شبه متأخرة، فتحركت الأخيرة نحو زعزعت الأوضاع وجمع التحالفات المصطنعة بتحريك القارة الأوروبية نحو اتخاذ وضعية الدفاع والتأهب بنوع من التوتر المشحون اسمتها القضية الأوكرانيا، لتخبر الروس من خلالها أنها هنا ولن تسمح له بالتوسع، فالحيلة التي أعتمدت على أبقاء أرض النزاع ضمن الأراضي العربية أصبحت بدعة قديمة لا تنفع ضد الروس، لتبدأ أمريكا حرب اقتصادية مسيسة نحو جميع الاقتصاديات الروسيا، ومنها أخراجها من منظمة سويفت التي زادت من التوتر العالمي، خصوصا لدى رأس الهرم المالي من رجال الأعمال وعلاقاتهم التجارية مع مختلف بلدان العالم وخصوصا البلدان الأوربية والتي شهدت تخوفاً شعبياً كبيرا من متتالية الأحداث، وإضافة للعبث الذي تقوم به أمريكا باستغلالها لحلف الناتو ودفعه للتوسع نحو شرق أوروبا معتقدة بأنها ستفرض شروطها على الروس أولاً ثم الصين وآيران وسوريا حتى كوريا الشمالية وغيرها من الدول الرافضة للهيمنة والتبعية الأمريكية لم يأتي بنتيجة، فكان اللجوء لأوكرانية لإثارة الزعزة الكبيرة بالمنطقة موجهة ضربة مؤلمة بعض الشيء لروسيا.
لكن هل سنرى ولادة تُقاوم نزعة السيطرة الأمريكية تبدأ بالتخلص من دولارها وبناء منظومة جديدة تشبه سويفت بعدما طالت العقوبات الأمريكية الكثير من الدول.
فنجد بعد الدراسة والتمعن بموضوعية أن إقامت نظام مشابه لسويف مؤمن، فيمكن لروسيا أن تفعل وتوسع نظام الدفع الخاص بها SPFS الذي تأسس عام 2014 للرد على العقوبات الغربية عليها، كما يمكن إيجاد نظام خاص لدول شنغهاي والتي تضم دول مهمة مثل (روسيا، الصين، الهند، كازاخستان، قرغيزستان، أوزبكستان، طاجيكستان، باكستان، ايران) ويمكن أن ينضم لهم المزيد من الدول الرافضة للتبعية الأمريكية، فأن تعاونت هذه الدول لبناء منظومة نقدية خاصة بهم سنودع الدولار، والإرهاب الاقتصادي الأمريكي.
ثم نطرح سؤالاً على لسان الجميع هل ستنطلق حربا عالمية أو ينتهي الأمر بالغلبة الروسيا وتأديب أمريكا ؟.
إن أمريكا ودول حلف الناتو يدركون أن مواجهة روسيا ستؤدي لمواجهة الصين، ومن الممكن أشتعال حرب نووية عظمى، وعند هذا الخيار الصعب سوف تتراجع أمريكا عن مواجهة روسيا، حتى لو أحتل الروس أوروبا الغربية كاملة.
فهل سنرى أنقلاب بالموازين يجعل روسيا والصين الحكام الجدد للعالم ؟.
أو ربما ستتمكن أمريكا وحلف الناتو من وضع حد للروس وتحجيمهم وهذه “ضعيفة”
فكل الأسئلة التي تُطرح لن يُجاب عليها، ألا بعد الأنتهاء من الحرب الأوكرانية، ومن بعدها العرب كما عهدناهم سوف يغيرون بوصلتهم بأتجاه تحالف جديد والوقف بجانب الأقوى.