ترك الكاتب والشاعر والمسرحي الراحل ممدوح عدوان إرثا ثقافياً وفكرياً غنياً عبر أسلوبه الخاص في كل نتاج أدبي قدمه وكان تحرره من القوالب والإيدلوجيات وانفتاحه وحريته الفكرية ورفضه الظلم ومحاكاة طبائع مختلف الشخصيات البشرية أهم المضامين التي قدمها أدبه.
وحول تجربة عدوان تحدث عدد من المختصين خلال ندوة ثقافية نظمها ملتقى أورنينا الثقافي في قاعة الأديب سامي الدروبي بثقافي حمص حيث أشار المخرج فهد رحمون إلى أن عدوان رفد الحركة المسرحية في سورية بنتاج فريد ومهم وكان يبحث عن فضاء واسع ليقول كلمته في وجه مسلمات بيئته وموروثها.
ونجد في مسرحيات عدوان وفقاً لرحمون صدى لقصائده ومؤلفاته الفكرية وبنياناً لأفكاره ومواجهته الشجاعة لأخطاء العالم مبيناً أن ما يغري المخرجين بأعماله سعة ثقافته وموضوعاته التي تهم الإنسان بشكل مباشر وبناء مسرحياته القوي الذي يطرح قضايا حقيقية دون خوف وبذكاء الفنتازيا الجميلة.
من جهتها بينت الدكتورة سلوى الحصني أستاذة باللغة العربية أن عدوان تأثر في شعره بالتجربة الصوفية وكان يدرك أن المسرح لصيق بالمجتمع وهو يزدهر بازدهاره مستعرضة تجربته في الكتابة للدراما حيث سعى خلالها لإعادة النظر في تأويل الحدث التاريخي ومساءلته.
وأشار السيناريست فهد المرعي إلى كتاب ممدوح عدوان عن المتنبي في ضوء الدراما الذي نقل لنا وجهة نظر جديدة تحمل قدرا من التخيل الدرامي والرغبة بحماية البطل مما يضعف حضوره على رقعة الدراما لافتاً إلى أن الكتاب يقدم أفكاراً تستحق التأمل عن المتنبي وشعره وحياته وصورة عن الطريقة التي اشتغل بها عدوان على مشروع المسلسل والطموح الكبير الذي كان يحكم آفاق كتابته لإعادة تشكيل صورة شاعر العربية الأكبر الدرامية بصورة تتحدى المرجعيات النمطية السائدة.