في ذكرى غزو العراق.. واشنطن تواصل سياسة افتعال الحروب ودعم الإرهاب في العالم

بزعم امتلاكه أسلحة دمار شامل أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها في مثل هذا اليوم من عام 2003 على غزو العراق وتدميره وقتل مليون و200 ألف عراقي وإصابة مئات الآلاف بجروح وتشريد خمسة ملايين إضافة إلى خسائر كبرى في البنى التحتية والمرافق الحيوية حسب احصائيات دولية.

واشنطن وحلفاؤها وعلى رأسهم بريطانيا عمدوا قبيل عدوانهم على الشعب العراقي الى الترويج واتباع بروباغاندا إعلامية حول امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل متجاهلين تقارير فرق التفتيش الدولية وكان أبرزها فريق المفتش هانز بليكس التي أثبتت زيف ادعاءاتهم بعدم وجود تلك الأسلحة على الإطلاق.

قرار غزو العراق الذي اتخذ خلال اجتماع عقده حينذاك الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير في القاعدة الجوية الأمريكية بجزر الآزور البرتغالية في الـ 16 من الشهر نفسه قوبل برفض دولي واسع حيث شهدت الكثير من دول العالم مظاهرات منددة بهذا العدوان الغاشم الذي ثبت مستقبلاً أن الهدف منه نهب ثروات ومقدرات العراقيين.

وفي دليل واضح عن زيف ادعاءات واشنطن لغزو العراق من قبل ما يسمى “التحالف الدولي” كشف جيف هون وزير الدفاع الأسبق في حكومة بلير أن الأخير أمر بحرق “مذكرة سرية” تثبت بأن الغزو الأمريكي البريطاني للعراق غير قانوني وأن بلير تعمد الكذب بشأن التهديد الذي يمثله العراق لتبرير انسياق بريطانيا وانخراطها إلى جانب الولايات المتحدة في ذلك الغزو.

مخطط غزو العراق أمريكياً وغربياً كان مبيتاً ومعداً سلفاً ولعل رد بوش الابن على إقرار بيل كلينتون الرئيس الأمريكي الأسبق عام 2004 بخطأ غزو العراق قائلاً: “حتى لو كنت أعرف قبل الحرب ما أعرفه الآن من عدم وجود أسلحة محظورة في العراق فاني كنت سأقوم بدخول العراق” فيما أقر بلير بأنه شارك في غزو العراق رغم عدم توافر أدلة عن امتلاكه أسلحة دمار شامل.

تصرفات الولايات المتحدة في العراق بعد غزوه أدت الى تفاقم الوضع في المنطقة بأكملها وظهور تنظيم “داعش” الإرهابي وهو ما أكده رئيس الحزب الديمقراطي الليبرالي الروسي فلاديمير جيرينوفسكي بمناسبة الذكرى الـ 19 للغزو.

وقال جيرينوفسكي “إن الأمريكيين كانوا يأملون في تفتيت العراق وكل دول الشرق الأوسط بحيث تكون هناك عشرات الدول الصغيرة لتهيمن إسرائيل على الجميع لكن مخططاتهم التقسيمية تلك لم تنجح في العراق وسورية وليبيا وأفغانستان”.
من جهته اعتبر الباحث الدكتور أمير الساعدي أن الولايات المتحدة حولت العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات وقال “إن أمريكا في البداية فسحت المجال لتنظيم القاعدة الإرهابي وفيما بعد جاءت بتنظيم “داعش” الذي دمر كل شيء حتى المواقع الأثرية والتراث العراقي” لافتاً إلى أن جذور هذا الإرهاب لم تنته حتى الآن ولا تزال منتشرة في أكثر من مكان.

لقد شكل غزو العراق صفحة سوداء أخرى في تاريخ الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الحافل بشن الحروب وافتعال الأزمات وفرض العقوبات ودعم الإرهاب وصناعته وتوجيهه ضد الدول التي لا تسير في فلكها كما فعلت في سورية وغيرها خدمة للكيان الصهيوني ومخططاته.