لم يمنعهم عملهم الدرامي والسينمائي من الإبداع في أصناف أدبية متنوعة فمنهم من كتب سيرته الذاتية وآخرون فضلوا القصة القصيرة أو الرواية ما أضاف لمسيرتهم الفنية غنى ثقافياً أظهر تمازج الكلمة والفن واقتحام النجومية معترك الأدب.في مجال السيرة الذاتية تحضر تجربة الفنان الراحل رفيق سبيعي وكتاب ثمن الحب الذي ألفه الصحفي والكاتب وفيق يوسف عن رحلة هذا الفنان منذ كان يافعاً يعيش في أحياء دمشق القديمة أربعينيات القرن الماضي حتى الثمانينات وصعوده الفني وبلوغه مصافي النجومية.
الفنان المتعدد أيمن زيدان عندما أراد نشر نتاجه جاء ذلك بعد رحلة طويلة في الإخراج والتمثيل على الخشبة وفي الشاشتين الذهبية والفضية والتقديم التلفزيوني فاختار أن يوثق لحظات الشغف والفرح والحزن والنجاح والصعوبات في إصدار حمل عنوان (سأصير ممثلاً) باح عبر صفحاته عن حلمه الأول جامعاً بين المذكرات والتأريخ الشخصي للحركة الفنية والمسرحية في سورية خلال السنوات التي عاصرت مسيرته.أما في القصة فلزيدان أربع مجموعات تناول فيها جوانب التفكير الإنساني العميق المرتبط بواقع الأمة وهي( ليلة رمادية و أوجاع و تفاصيل ووجوه) حيث سعى عبرها إلى رصد صور من مآسي الحرب وأوجاعها ولا سيما على الناس البسطاء مجسداً الألم مانحاً الفرصة للقارئ فرصة التجول في حكايات من رحم وطن بين الضيق والفرج والمشاعر المحطمة والأمل والتفاؤل.وقريباً من تجربة زيدان في رصد أحوال الناس العاديين جاءت تجربة الفنان والمخرج الراحل حاتم علي الذي ظهر ميله للكتابة مبكراً مع بداية رحلته الفنية عندما أصدر بعيد تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية مجموعة قصصية بعنوان (موت مدرس التاريخ العجوز) سنة 1988.
قدم علي في مجموعتيه تقنية مختلفة تقوم على دمج الرواية البوليسية بالقصة فبدت محاولاته ناضجة واعتمد على أكثر من أسلوب للقص فكانت لغته سهلة طيعة وابنة الناس العاديين وصديقتهم مؤرشفاً آلامهم وانحاز لواقع همومهم التي استمد أحداثها من مسقط رأسه في الجولان السوري المحتل مولياً ظهره للقصص الخيالية التي تسخر من مآسي الواقع المعاش مستخدماً الرمزية في بعض القصص لعرض أفكاره.وكان لافتاً اتجاه علي إلى المسرح عندما كتب بالاشتراك مع الفنان القدير زيناتي قدسية مجموعة ضمت ثلاث مسرحيات تعنى بالقضية الفلسطينية تحت عنوان (الحصار) ولكنه لم يكرر هذه التجربة الفريدة في الكتابة للخشبة.انتهى طريق الكتابة لدى علي عند المجموعة القصصية (ما حدث وما لم يحدث) ولم يبق من الكتابة غير وعد قطعه على نفسه في مقدمتها وأخذه معه إلى الدراما والسينما قائلاً “سأظل أبحث عن موضوع كبير يهم الجماهير.. شيء له علاقة بالتاريخ ويعكس آمال الناس”.
أما الفنان الشامل حسام تحسين بيك فأطلق أولى تجاربه الأدبية التي حملت عنوان (سكان هذا الزمان) بعدما خاض مجال الكتابة في الدراما والأغاني وهي رواية مكونة من 126 صفحة تروي حكاية شخص يقرر مسح ذاكرته بعد شعوره بالصدمة نتيجة تهرب الناس منه بعد فقدانه لأمواله فيدور صراع بين الإرادة والذاكرة ويصبح شخصاً مهزوزاً قبل أن يصادف قصة غريبة تزيد من ضياعه وتردده.
سانا