رؤى جديدة من تاريخ حياة المتنبي وانعكاسات نفسيته وشخصيته على شعره أهم ما تضمنته المحاضرة التي استضافها المركز الثقافي في كفرسوسة للباحث باقر ياسين والذي تناول المتناقضات التي شهدتها حياة هذا الشاعر.
استهل ياسين المحاضرة التي حملت عنوان “قال المتنبي ثم قال الطب النفسي” بلمحة عن حياة هذا الشاعر وطبيعة علاقاته الاجتماعية وكيفية تعاطيه مع الفخر والاعتزاز بالنفس وقناعاته على أنه هو فخر لقومه وأهله وليس العكس مبيناً مدى دوره في ترسيخ مكانة سيف الدولة الحمداني وكافور الإخشيدي في التاريخ.
وبين الباحث ياسين أن دراسة حياة المتنبي الشعرية والثقافية معقدة وإشكالية تتصل بعصره وبخصوماته مع أهل السياسة والأدب وطموحاته واعتداده بنفسه حيث قدم الباحث منهجاً تطبيقيا توافقياً قارن فيه بين ما كتب عن هذا الشاعر من النقاد القدماء وما تمخضت عنه الدراسات التي اعتمدت على علم النفس.
وعن أثر النرجسية على حياة المتنبي وشعره بين باقر أنه في بعض الأحيان كان يتكلم عن نفسه على أنه أهم شاعر عرفه التاريخ وأحيانا يصف نفسه بالنحيل الضعيف الذي لو لم يتحدث لما رآه الآخرون مستشهداً بكثير من أبياته الشعرية التي توافقت مع هذين الاتجاهين.
وأشار إلى ضعف حضور المراة في حياته معتبرا أن أثرها في قصائده لم يكن نابعاً من عاطفة حقيقية بسبب انشغاله بأشياء أخرى.
واستعرض ياسين عددا من الأعراض النفسية التي ظهرت عند المتنبي وظهورها عبر أبياته ومنها خداع الإدراك واضطراب المزاج والخوف المرضي الذي يسمى بالفوبيا وحالات الاكتئاب.
وفي ختام المحاضرة تحدث الشاعر محمد خالد الخضر الذي تولى إدارتها حول ضرورة النظر إلى نتاج المتنبي الشعري بمعطيات العصر وبعين الدراسة الموضوعية كما يقوم بذلك الباحث ياسين الذي وضع كتابا بهذا الخصوص.