سيدات مبدعات.. ثناء دبسي من مؤسسي المسرح القومي والأم الحنون في الدراما السورية

عندما نستعيد مسيرة المسرح القومي السوري والتي بدأت قبل 60 عاماً سنجد قائمة من الفنانين الرواد تطل من بينهم الفنانة القديرة ثناء دبسي.انطلقت رحلة الفنانة دبسي مع الفنون منذ أن كانت فتاة صغيرة فشاركت في الحفلات المدرسية بمدينتها حلب حيث تعلمت رقص السماح وغناء الموشحات والقدود والتمثيل وانتقلت بعدها للمشاركة في أنشطة فنية كانت تنظمها فرقة نادي المسرح الشعبي في حلب وتدربت على يد الموسيقي الراحل بهجت حسان.ولدى انطلاقة المسرح القومي في سورية سنة 1960 كانت دبسي من أولى الفنانات اللواتي عملن من خلال مظلته حيث شاركت وهي في عمر العشرين عاماً بمسرحية شيترا عن نص للشاعر الهندي طاغور ثم تلتها مسرحية أبطال بلدنا تأليف المصري يعقوب الشاروني.وصل ما قدمته ثناء على خشبة المسرح من عروض للمسرحين القومي والعسكري نحو 16 عرضاً عن نصوص لكتاب عرب وأجانب ولكنها توقفت سنة 1978 لتعود إلى الخشبة للمرة الأخيرة خلال عرض تخاريف سنة 2000.

في الشاشة الصغيرة كان أول ظهور لدبسي عام 1963 بمسلسل ساعي البريد وظهرت كذلك عام 1970 في مسلسل حارة القصر إلا أن حضورها المميز كان عام 1977 من خلال المسلسل التاريخي هارون الرشيد إضافة للعديد من الأدوار التي ترسخت في ذاكرة المشاهد مثل شجرة الدر والحكاية الثانية من سيرة بني هلال، الأميرة الخضراء، الذئاب، وأبو كامل، قلوب خضراء، باب الحديد، سيرة آل الجلالي، رسائل الحب والحرب، وترجمان الأشواق.وزارت الفنانة دبسي بيوت السوريين في مسلسل الفصول الأربعة بشخصية الآنسة كفاية التي أظهرت من خلالها صورة نموذجية عن المعلمة المثقفة التي تركت أثراً طيباً في نفوس طالبتها.وكان للشخصية الحنونة وملامح الوجه الودودة عند دبسي الدور الأبرز عند صناع الدراما تأطيرها في صورة الأم العطوفة ونذكر هنا المسلسل الاجتماعي قوس قزح حيث لعبت دور الأم الحنون “أم سعيد” كما شاركت دبسي ببطولة مسلسل عصي الدمع وقدمت دبسي عام 2006 واحداً من أروع أدوارها من خلال المسلسل الاجتماعي غزلان في غابة الذئاب الذي ترك بصمة كبيرة في ذاكرة السوريين حيث جسدت دور الأم الأرملة التي تعيل ابنتيها في منزل بسيط.دبسي التي اتسم أداؤها التمثيلي بالتماهي الشديد مع الحالة النفسية للشخصية والانفعال المنضبط أدت عام 2009 بمنتهى البراعة دور الأم المريضة العاجزة خلال دورها في مسلسل زمن العار كما شاركت في أعمال أخرى منها عشاء الوداع، بنات العيلة، والواهمون.وبالرغم من أن مسيرة دبسي تحفل بشحصيات مؤثرة في الدراما الاجتماعية إلا انها فضلت دائماً أدواراً مختلفة عن تلك التي أدتها وسعت إلى التغيير من خلال أداء الأدوار الكوميدية التي تستهويها لأكثر من مرة.ولم يتوقف إبداع ثناء على خشبة المسرح أو في التلفزيون أو بمشوارها الحافل في إذاعة دمشق التي قدمت فيها العديد من الأعمال بل مسيرتها الفنية الزاخرة تشهد لها بأعمال عديدة على شاشات العرض السينمائية بدءاً من أول ظهور لها عام 1972 من خلال مشاركتها بفيلم المخدوعون الذي يعد من أهم مئة فيلم عربي بتاريخ السينما العربية ثم أفلام اللجاة، قيامة المدينة، حدودة مطر وفي عام 2008 كان لها حضور في الفلم القصير شوية وقت.

سانا