سورية والإمارات .. تمرد أم شجاعة. ؟  

    يونس خلف أمين السر العام لاتحاد الصحفيين السوريين

من الطبيعي أن تعرب وزارة الخارجيةالأمريكية عن شعورها بـ  ( خيبة أمل وانزعاج عميقين )  من زيارة الرئيس بشار الأسد إلى الإمارات العربية المتحدة ، ولا غرابة أن يعتبر البعض أن الزيارة ( رسالة تمرّد ) على أوامر الإدارة الأميركية . لكن حقيقة الأمر إن.هذه الزيارة التاريخية فيها رسائل بالجملة لأميركا وغيرها وهي كما عبر عنها ولي عهد أبوظبي ( فاتحة خير وسلام واستقرار لسورية  والمنطقة جمعاء ) . الإمارتيون ينظرون لزيارة الرئيس بشار الأسد انها تنطلق من توجه الإمارات الرامي إلى تكريس الدور العربي في الملف السوري و من قناعة إماراتية بضرورة التواصل السياسي والانفتاح والحوار على مستوى الإقليم وأن  المرحلة تحتاج خطوات شجاعة لترسيخ الاستقرار والازدهار وضمان مستقبل المنطقة وخفض التوترات وتعزيز الدور العربي لإيجاد حلول لأزمات المنطقة .وبالمحصلة فإن زيارة الرئيس بشار الأسد  إلى دولة الإمارات تحمل رسائل قوية ودلالات هامة تؤكد الحرص على مسيرة العلاقات الوثيقة والمتميزة التي تربط البلدين وما يجمعهما من مصير ومستقبل واحد وهذا ما عبر عنه الشيخ محمد بن راشد خلال اللقاء بأن  يعم الأمن والسلام سورية  وأن يسودها وعموم المنطقة الاستقرار والازدهار بما يعود على الجميع بالخير والنماء . وأكثر من ذلك الأجواء التي سادت اللقاء وفي مقدمتها الفهم المشترك بأن سورية تعد ركيزةً أساسيةً من ركائز الأمن العربي، لذلك فإنَّ موقف الإمارات ثابتٌ في دعمها لوحدة أراضي سورية واستقرارها ثم التأكيد المشترك من الجانبين أيضا على  ضرورة انسحاب كلّ القوات الأجنبية الموجودة بشكلٍ لا شرعي على الأراضي السورية وحرص دولة الإمارات على تعزيز التعاون مع سورية في المجالات التي تحقق تطلعات الشعبين الشقيقين وصولاً إلى ما أكده الرئيس الأسد في هذه الزيارة بأن الإمارات دولةٌ لها دورٌ كبير نظراً للسياسات المتوازنة التي تنتهجها تجاه القضايا الدولية  وبأن العالم يتغير ويسير لمدةٍ طويلةٍ باتجاه حالة اللاستقرار لذلك فإنّه ولحماية منطقتنا علينا الاستمرار بالتمسك بمبادئنا وبسيادة دولنا ومصالح شعوبنا .