تسلحت بالأمل، وخاضت مشوار النجاح والجمال بعزيمة وإرادة وإصرار، جعلت من العقبات صخوراً صعدت فوقها، عملت بكامل طاقتها واستغلت جميع الوسائل المتاحة، لتصبح المختصة الأفضل في البشرة والتجميل.
إنها الأستاذة “شادية الحلبي” التي خصت موقع أصدقاء سورية باللقاء التالي.
حيث بينت لنا أنها لم تكن تفكر يوماً بالتجميل، لكن تعرضها لحادث سير أليم أصابها بالكثير من الكسور في الوجه معرضها لتشوه شديد ودخولها بغيبوبة، و زاد كل ذلك فقدانها البصر مدة ستة أشهر، وهذا الأمر كان نقطة التحول التي غيرت مسرى حياتها لتبدأ رحلة علاج طويلة وشاقة على مدار خمسة عشر عام اضطرت بها للسفر لفرنسا ثم روسيا.
وأوضحت أ.شادية أن فكرة دراستها للتجميل جاءت بسبب تعرضها لمشاكل كثيرة ببشرتها بعد كل عمل جراحي تخضع له ، بغض النظر عن الرضوض والكسور في وجهها، بالإضافة للجو العام المحيط بها كونها طوال الوقت بالمشفى وكل أصدقائها وصديقاتها أطباء تجميل، وخاصة وجود الدكتورة “دارينا كوستينوفا” طبيبة الجراحة التجميلية والمشهورة على مستوى على العالم ، والتي وقفت بجانبها وشجعتها وكانت الداعم الأساسي لها معنوياً ونفسياً، وبالفعل سجلت “شادية” بالمدرسة العالمية للعناية بالبشرة، ودرست كل ما يخص البشرة واستعمال الأجهزة الحديثة، وأجهزة الليزر ، وغيرها قبل وصولها لسورية.
وتابعة حديثها بأنها عادت إلى سورية وفتحت أول مركز للعناية بالبشرة، والذي كان انطلاقة جديدة لها بطريق النجاح، واستمرت بالعمل والسفر لتكمل علاجها و تطور نفسها أكثر من خلال كورسات إضافية، كالمكياج، والموضة، وكورسات الرجيم، والأنظمة الغذائية المتبعة، واستخدام أحدث الأجهزة وغيرها.
وأكدت أنها كأخصائية بشرة وتجميل، لا علاقة لها بإجراء العمليات الجراجية، وكتابة الأدوية للمرضى، وإنما تتعاون مع أطباء مختصين بالجلدية، والتجميلية، والتغذية، والنسائية.
وأكدت أن ما يميز عياداتها هو وجود أطباء ذوي اختصاصات مختلفة كأطباء الأسنان، والجلدية، والعظمية وغيرهم ، على مستوى عالي من الكفاءة والخبرة، وتابعة قولها أنها تتعامل مع المريض بمصداقية وصراحة مطلقة، لإحساسها بألمه ومرضه مستفيدة من تجربتها ومعانانتها أثناء مرضها، منوها أنها لا تسمح برفع الأسعار في الأشياء العلاجية، بعيداً عن أمور التجميل كالبوتوكس والفيلر ..الخ فهي تحاول جاهدة أن توصل المريض لنتيجة مرضية وغير مكلفة.
وأكدت أن سبب نجاحها وتميزها، أنها قوية لم تشعر بمشكلتها أبداً، رغم تعرضها للتنمر، ويعود هذا لمحبة أهلها وأصدقائها ودعمهم لها، وتعزيزهم لثقتها بنفسها لترى المستقبل بنظرة إيجابية، ولإيمانها أن التراحم والحب وتآلف القلوب يهون الصعب ويخطوا بأصحابه نحو المجد، موضحة بأن التمتع بمشاعر المحبة تجاه الآخرين عامل مهم لسعادة الإنسان وراحته، وأن الدعم النفسي يساعد بشكل أسرع لشفاء المريض.
وحثت على وجود مؤسسات ارشادية لمن هم أكبر سناً ويمارسون التنمر بقصد أو بغير قصد، لتوجيهم وارشادهم بعدم إيذاء غيرهم، ولنشر الوعي حول خطورة التنمر لننهض بواقعنا ومستقبل أجيالنا إلى الأمام.
وناشدت الأهل لتربية أولادهم على ثقافة تقبل الأخر وتقبل الاختلاف، وعدم إلقاء الأحكام على الأشخاص المختلفين مهما كان اختلافهم، سواء شخص فقد أطرافه أو مصاب بحريق أو متلازمة داون “أطفال الحب” كما تسميهم، ولقناعتها أن المختلفين لا يعانون من مشكلة، وربما الشخص المختلف يمتلك مواهب وقدرات لا توجد عند الشخص العادي .
حاورتها رانيا ناربي