تجربة الراحل غازي طليمات في التراث والتاريخ ما تزال حاضرة عند مثقفي حمص

الدكتور الراحل “غازي طليمات” الذي أثرى المكتبة العربية بعشرات الكتب في النقد والشعر والأدب والتاريخ والمسرح كان محور الندوة التي نظمها المركز الثقافي بحمص بالتعاون مع الجمعية التاريخية وبمشاركة باحثين في اللغة والنقد.

وتحدث الدكتور “عبد الرحمن بيطار” رئيس الجمعية التاريخية في حمص عن مناقب الراحل الذي قضى عمره الثمانيني وهو يكتب ويبحث مقدماً لنا 56 مؤلفاً في الشعر والمسرح والنقد والتاريخ منوهاً بحرصه على إبراز التراث والتاريخ في أدبنا وشعرنا ومسرحنا والذي يشكل هويتنا الحضارية والثقافية.

من جانبه استذكر الدكتور “أحمد دهمان” الأستاذ في جامعة البعث علاقة الصداقة والبحث التي ربطته بالراحل متطرقاً إلى أعماله من وجهة نظر النقد حيث تميز بنزعة تاريخية حاول من خلالها أن يجد رابطاً بين القصة التاريخية والأساطير أما بخصوص الشعر فبدا مناصراً للقصيدة الموزونة لا النثرية وكان يرى أن الشعر يعلو على النثر لأن الإنسان يستطيب النغم والموسيقا الشعرية.

كما توقف دهمان عند اهتمام الراحل بالمنهج النقدي المعاصر فتناول في أبحاثه القضايا البنيوية والتفكيك وناقش قضايا التناص وعلاقة التأثر والتأثير في النص بين قديمه وحديثه فأيد القديم على الجديد وانتهى إلى أنه لا يمكن فهم النصوص دون فهم الأديب وعصره.

“سلام طليمات” كريمة الراحل والتي اختارت دراسة اللغة العربية استمراراً لمسيرة عطاء والدها قدمت خلال الندوة بحثاً نقدياً اختصرت فيه أعماله ولا سيما مؤلفه الضخم “قصة الحضارة” ومسرحه الشعري ونتاجه في الشعر حيث ربطه بالتاريخ وبالتراث مستشهدة على ذلك بقصيدته المطولة “تدمر” والتي يستعرض فيها تاريخ هذه المدينة شعراً.

والراحل طليمات من مواليد حمص عام 1935 حصل على شهادة الدكتوراه في اللغة العربية من جامعة دمشق وعمل مدرساً للغة العربية في جامعة البعث لفترة طويلة ألف خلالها عشرات الكتب والدواوين والأبحاث النقدية والمسرحية والتاريخية.

ومن مؤلفاته “الأدب الجاهلي قضاياه..أغراضه..أعلامه ..فنونه ” “الوجيز في قصة الحضارة” “الإبداع بين ثبات اللغة وتغيرها” “غزو حروف الجر” وغيرها.