بين وعد العروبة والعيد

نستخلص دائما من التاريخ البعيد والقريب العبر، فتتأصل معارف معينة، وتتأكد قيم جديدة، وتنشأ مفاهيم غريبة احياناً.. فلطالما كان من عاداتنا العربية التي نفتخر ونعتز بها، نصرة المظلوم والوقوف مع المحتاج وما إلى هنالك.
أستذكر مرغماً ما حصل أثناء الغزو الصدامي لبلدي الكويت، استذكر مواقف دول الجوار الصديقة التي آزرت الكويت وساندته في محنته بدءاً بالمملكة العربية السعودية ومرورا بدولة الإمارات وقطر والبحرين وسلطنة عمان وصولا إلى دول المقاومة ومصر واقف عند سوريا متسائلا: لوعدنا إلى سنة ١٩٩٠ وكنت حينها مصادفة في زيارة لهذا البلد الشقيق، حين حصلت الكارثة، وحصل الغزو، نعم إنه غزو وليس بحرب متوقعة، انه الغدر الذي حمل معه الخراب والدمار والجراح للكويتيين، وكل بناهم التحتية، وحتى السكنية، عام كامل ولم تتوان الجمهورية العربية السورية عن تقديم كل الخدمات لنا ككويتيين، علاج، مدارس وتعليم بالمجان لمدة سبعة أشهر كاملة، وكل ذلك كان ممزوجا بالود والحب، وعدم المساس بمشاعرنا، هذا على المستوى الشخصي، اما سياسيا وميدانيا، فلم تتأخر سوريا ولا للحظة عن مؤازرة الكويت بقيادة الراحل حافظ الأسد، الذي أثبت قولا وفعلا أنه بجانب الحق العربي، فكان الجيش السوري في المقدمة ولا أظن الكويتيون قد نسوا ذلك.

القصة نعرفها جميعاً وإن كان يحلو للبعض أن يكون مع الصف الآخر، ولكن الآن وبعد إحدى عشرة سنة، تُرى ألم يحن الوقت لنرد الجميل؟

هل يقبل احد منا نحن الكويتيين ان يدخل محتلا لارضه لا قدر الله ويقف صامتا او مُرحِباً؟

إنها حقا معادلة غريبة، كيف نريد من السوريين أن يباركوا تقسيم اراضيهم بين ترك وكرد ومسلحين وووو… وهم مكتوفو الأيدي؟

تُسرَقُ خيراتهم وينهب نفطهم وهم يعانون الويلات متكاتفين، ألا يكفي هذا بعد أكثر من عقد من الزمن ليتأكد للعالم أن الشعب السوري يسير قدما وان ما توضّحَ منذ سنوات خلت عن معارضة حصدت معظمها ملايين الدولارات لتنعم بها في الخارج مقابل تدمير البلد.

اعتقد جازما أنه قد آن الأوان لننفض الغبار ولتعود العلاقات مع دولة شقيقة لم تكن يوما إلا في صفنا وفي صف القومية العربية التي يسعى الغرب لتدميرها بكل ما أوتي وكسر هذه الفكرة، الغرب الذي لم يتوان يوما عن إعلان اطماعه في بلادنا إما وصاية او احتلالاً اقتصاديا.

الحب يبني، والمحبة ايمان وقوانين الوطن والانتماء شرف لكل مخلص.

كل عام وقلوبكم مليئة باليقين والايمان وبمحبتنا لبعضنا ولأرضنا.

فخري هاشم السيد رجب