زارت السيدة أسماء الأسد اليوم سوق “منتجات سوريات” الذي تحتضنه محطة الحجاز التاريخية وسط دمشق بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.
وجالت السيدة أسماء على النساء المنتجات المشاركات في السوق واطّلعت على منتجاتهن وتحادثت معهن عن مشاريعهن الصغيرة وكيف بدأن بها وطورنها والأساليب التي يتبعنها لتسويق المنتجات، وعن المعوقات التي تعترضهن في عملهن.
وقالت السيدة أسماء خلال الزيارة: “أنا أفتخر بأن أكون بينكن اليوم، نحن نمر بظروف صعبة وقاسية علينا وعلى كل العالم كما تتابعون، وهذه الظروف أثرت على كل جانب من جوانب حياتنا الإنسانية، وأصابت كل القطاعات وكل المجالات، ولا يوجد قطاع تأثر بهذه الظروف أكثر من قطاع الأعمال الذي نعرف جميعاً درجة حساسيته لأي هزة، لأي اضطراب ولأي تغيير يصيب محيطه، فكيف إذا كان هذا المحيط يتعرض ليس فقط لهزات وانما لزلازل، وهذه الزلازل بدأت بالحرب على سورية، وامتدت لتصيب كل العالم وانعكست أضرارها على الجميع.
وأكدت أنه إذا كنا بحاجة لإرادة وصمود عالٍ لكي نستطيع أن نتجاوز كل هذه التحديات الصعبة التي تمس كل القطاعات وكل المجالات، فبكل تأكيد في قطاع الإنتاج تحديداً نحن بحاجة لهذه الإرادة والصمود أكثر ليس فقط بسبب حساسية هذا القطاع كما ذكرت، وإنما الإنتاج هو الوسيلة الوحيدة لكثير من الدول والمجتمعات كي تستطيع تطوير نفسها في الظروف الطبيعية وكي تستطيع أن تحافظ على الحد الأدنى الضروري والطبيعي في الظروف الاستثنائية.
وأضافت: قد يقول البعض إن هذا الكلام كلام عام جميل ولكننا بحاجة إلى شيء ملموس. عندما نريد أن نرى شيئاً ملموساً علينا أن نستفيد ونطّلع على تجارب دول أخرى أصابتها الحروب وحدث فيها دمار أكبر بكثير من الدمار الذي حدث لدينا في سورية، ورغم ذلك فإن هذه الدول استطاعت أن تعود لتبني نفسها وتنهض بمجتمعها، هناك تجارب لدول أصابها انهيار اقتصادي كامل وأيضاً استطاعت أن تعيد تشغيل المعامل وإنتاج صناعات وطنية وحققت نهضة اقتصادية والأمثلة موجودة.
وقالت السيدة أسماء الأسد: من المؤكد أن السؤال الذي يدور في بال الجميع هو كيف نستطيع أن ننتج تحت الحصار؟ الجواب البديهي هو أننا كيف سنستطيع فك الحصار إذا لم ننتج.. الحصار جزء منه خارجي ليمنعوا عنا وصول المواد الأساسية.. ولا شك أن هناك اليوم نقصاً ببعض المواد من وقت لآخر في الأسواق ولكننا نقوم بالالتفاف عليه ولو بتكلفة أعلى.. أما الجزء الأخطر من الحصار هو الجزء الداخلي وقلة الإنتاج.. وهذا الشيء بيدنا جميعاً .. والأكيد أن هذا الشي يتطلب تعاوناً بين المنتجين أمثالكن وغيركن وبين الدولة.
وأضافت: اليوم الدولة سياستها واضحة بدعم وتشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة ليس بسبب الحرب والحصار كما يعتقد البعض وإنما هذه المشاريع تُعتبر قوة اقتصادية لأكثرية الدول.. سواء كانت هذه الدول قوية وكبيرة أو صغيرة، غنية أم فقيرة، وهذه المشاريع تشكل القاعدة الأساسية العامة للاقتصاد وتخلق فرص عمل أكبر، كما أنها تتكامل مع المشاريع الكبيرة.. وبالتالي فهذه السياسة سياسة الدولة بدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة هي اليوم أولوية وبدأت بتطبيقها بشكل عملي من خلال القانون الذي صدر العام الماضي وسمح بإنشاء مصارف مختصة لتسهيل عملية الإقراض للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.. وخلال هذا العام تمكنت هذه المصارف من تمويل وإعطاء قروض لما يقارب 50 ألف مشروع بقيمة 61 مليار ليرة سورية.. وبالطبع فإن التمويل هو واحد من التحديات وهناك تحديات أخرى تواجه هذه المشاريع من مرحلة التأسيس مثل التسجيل وإجراءات الترخيص إلى مرحلة ما بعد التأسيس والانطلاق.. ولهذا السبب هناك اليوم مجموعة مختصة من عدة جهات حكومية وغير حكومية تقوم بوضع مقترحات كي تتم إزالة هذه العقبات بهدف أن نخلق بيئة داعمة مشجعة لهذه المشاريع مثل مشاريعكن وغيرها لتتمكن من الاستمرار والنهوض والتطوير، فنحن أملنا بكن كبير جداً.
وتابعت: قد يكون لفت انتباهكن أنني ركزت خلال حديثي على الإنتاج بشكل أساسي ولم أذكر شيئاً عن دور المرأة، وخاصة أن عنوان المعرض اليوم هو سيدات سوريات منتجات، لكن في الحقيقة فإن دور المرأة في الأعمال والإنتاج ليس شيئاً جديداً ، هي منذ عشرات السنين موجودة، حاضرة، ومؤثرة، الجديد والمتميز بدور المرأة مرتبط بظروفنا الحالية، ففي الوقت الذي يتم فيه خلال الحروب تصدير صورة المرأة على أنها ضحية وعنصر ضعيف ، فإن المرأة السورية قاتلت وقاومت وأنتجت إلى جانب الرجل، وبالتالي استطاعت أن تقدم نفسها كعنصر من عناصر مقاومة آثار الحرب، وكعنصر قادر على أن يغير في مسار الحرب وليس ضحية لها ، وظهرت كرمز للقوة ليس للضعف.
وقالت: ولكن هذه القوة لا تأتي من فراغ وليس عن طريق الصدفة، هذه القوة تحتاج صلابة، وهذه الصلابة لا تأتي إلا بالوطنية الحقيقية، بمعنى الانتماء الصادق للوطن والمجتمع، هذا الانتماء وهذه الإرادة هي التي نراها اليوم على وجوهكن وهي الموجودة في مشاريعكن ومنتجاتكن، وهي التي أعطتكن القوة والقدرة لتستطيعن أن تأخذن قراركن وتخضن التحدي بنجاح، واستطعتن أن تحولن الوقت والمال والموارد والقدرات الذاتية التي تمتلكنها إلى مشاريع واستثمارات ناجحة ومبدعة، أنا أهنئكن وأهنئ سورية بكن.