الساعة تشير إلى حلب “ساعة باب الفرج “

لها الرمزية التي تنافس أهم معالم مدينة حلب تسمعك نغمة كل ربع ساعة وعلى رأس الساعة تدق، مكانها في ساحة باب الفرج في حلب من يسمع صوتها يهمُّ مسرعا ليكون محظوظا برزق وفير
إنها ساعة باب الفرج التي حملت اسم الباب ذاته  واختزنت احجارها القديمة حكايتها التاريخية التي صار عمرها اليوم أكثر من ١٢٠ عاما والتي بدأت تفاصيلها عام ١٨٩٨ واكتمل بناؤها عام ١٨٩٩ بأيادٍ حلبية مبدعة بهندستها وإتقانها مستخدمة الحجارة الحلبية التي تمتاز بجمال لونها وحجمها حيث برجها الذي يتألف من أربع واجهات كالمآذن القديمة باختلاف حجم قاعدته الواسعة فتعلو جدرانه بشكل مائل نحو الداخل ليظهر الزنار الأول البارز والذي ترتفع فوقه أشكال من المقرنصات وهي ركيزة للشرفة التي يحيط بها ويسمى “درابزون” حجري فريد ثم يليه القسم العلوي عند بداية الشرفة ويعتلي هذا القسم فتحات دائرية ويوجد في كل فتحة قرص ساعة وكل قرصين متقابلين يعملان بتوقيت مختلف اثنان للتوقيت العربي واثنان للتوقيت الغربي وآلتها الميكانيكية من الشركة المصنعة لساعة بيغ بن الإنكليزية كما يعتلي هذا البناء افريز بارز وفوقه الجسم العلوي الذي يسمى “الفونس” وفيه ست نوافذ وكوى دائرية وينتهي بقطعة معدنية متحركة لمعرفة اتجاه الرياح قُدِّرت كلفتها آنذاك ب١٥٠٠ليرة ذهبية ويقال أنه تم الكشف عن العديد من الآثار في محيطها تعود إلى حقب زمنية متفاوتة.
سكتت ساعة باب الفرج خمسين عاما نتيجة اعطال أوقفتها عن الدوران وتعطلت بعدها الأوقات إلى أن تم إصلاحها قبل أعوام تزامنا مع احتفالات حلب عاصمة للثقافة الإسلامية وبعدها توقفت على يد الإرهاب المخرِب الذي ظن انه سيوقف الزمن في سوريا لكن الأيادي الحلبية كانت بالمرصاد وأبت أن تتوقف وعملت على إصلاحهاو عادت تدق من جديد واذا قصدت حلب ستسمع صوتها وتراها في لحظة الغروب تضاء ساحتها بأنوار تظهر جمال تفاصيلها أكثر من ضوء النهار أما المسافر جواً يراها تدله على ساحة أحد أبواب مدينة حلب التاريخية ساحة باب الفرج لتتشوق لرؤيتها عن قرب لأن الواقع وأمام صرحها الجميل يبهرك بأكثر من ذلك.

اعداد: مجد حيدر