بين قرية بكا بريف السويداء الجنوبي وبلدة القريا ومدينة السويداء تمضي ميادة عبيد يومياً أوقاتا للعمل تجمع فيها بين المرأة العاملة عبر وظيفتها العامة ضمن إحدى الوحدات الإرشادية والمرأة المنتجة من خلال مشروعها متناهي الصغر لتصنيع منتجات الألبان والأجبان والكشك وخبز “المرشم” والزلابية
ميادة آمنت بأن العمل متعة وحياة وعطاء ونجحت بتحويل مهارتها بالتصنيع المنزلي للمنتجات الغذائية إلى مهنة ومشروع متناهي الصغر جاء كما ذكرت بهدف تحقيق دخل مادي إضافي والوقوف إلى جانب زوجها لتأمين متطلبات البيت والابناء وخاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضتها حالة الحرب الإرهابية والحصار الاقتصادي الجائر على سورية.وروت ميادة كيف تقوم خلال ساعات المساء يومياً بتصنيع الألبان والأجبان ضمن منزلها إضافة إلى باقي المنتجات وفقا للطلبات المقدمة وكيف اعتادت منذ 8 سنوات على حمل منتجاتها بالحقائب بدعم زوجها المتقاعد الذي يساعدها أحياناً لإيصالها للزبائن بما يساهم بتسويقها ضمن مدينة السويداء وخصوصاً في أحد المراكز الخيرية الذي أصبح خلال الفترة الأخيرة بمثابة منفذ لتصريف منتجاتها.
ميادة عبيد أو أم أدهم 55 عاماً وأم لخمسة أبناء لا يتعارض العمل بمشروعها متناهي الصغر مع ممارستها لمهامها الوظيفية في الوحدة الإرشادية ببلدة القريا ومع واجباتها تجاه أبنائها الذين تخرج عدد منهم في الجامعات فابنتاها الكبيرتان متزوجتان وهما خريجتا كليتي التمريض والآداب “قسم اللغة العربية” وابنها الكبير خريج معهد الكترون فيما تواصل ابنتها الصغيرة دراستها في كلية التربية اختصاص إرشاد نفسي إضافة لابنها الصغير الذي يتحضر للتقدم لشهادة التعليم الأساسي.ورغم ما تواجه أم أدهم من صعوبات تتعلق بتوفير مستلزمات الإنتاج فهي كما أوضحت لا تستسلم ومستمرة بالإنتاج حيث تلجأ للبحث أحياناً عن البدائل حسب ما هو متوافر من هذه المستلزمات حرصاً على استمرار مشروعها والتوسع به.
وتوجه أم أدهم رسالة لكل سيدة بعدم الاستسلام لظرفها وتجد بأن من أعطاها الله الصحة والعقل يجب عليها أن تعمل وتنتج حتى لو أنها غير محتاجة مادياً.وميادة عبيد وفقاً لرئيسة جمعية الأيادي البيضاء سميرة سرايا هي إنسانة معطاءة وتعمل بضمير وإنتاجها متقن وهي واحدة من زبائنها كما أن ميادة تشترك في أعمال خيرية ومنها ما يتعلق بعمل الجمعية
سانا