من دبي.. هنا سورية

في لحظات غاية بالجمال والروعة، سقطت عن كاهل السوريين بعض همومهم ومتاعبهم، وكانت الموسيقا هي السبيل نحو الأفق الصافي الذي يبحث عنه أبناء الأرض السورية بين بقايا الحرب. فعلى مسرح اليوبيل في إكسبو دبي أضاء السوريون سماء العالم أجمعه بنورهم، وأسمعوا كل ذي قلبٍ رسالتهم، ساعة من زمن هذا الكون كانت بأنامل سوريّة وهوية سوريّة. الحفل الذي كان مزيجاً من الضوء والموسيقا وتوثيق الحضارة، استعرض تاريخ الموسيقا في العالم ومرورها بالأرض السورية الذي لم يكن مروراً عادياً، وذلك عبر ثلاث مراحل بدءاً من النوتة الموسيقية الأولى التي وجدت في أوغاريت قبل الميلاد ثم الموسيقا السريانية، فالصوفية التي كانت مقدمة للمقامات الموسيقية التي استندت اليها الموسيقا فيما بعد كقدود وسواها. احتفالية كهذه بسورية وفنها وحضارتها وثقافتها لم تأتِ ترفاً غير مرغوب به في الوقت الذي يبحث الناس عن مخرج من مآزقهم اليومية ولا سيما المعيشية، وإنما كانت مساحة غير متوقعة معلقة بين الأرض والسماء للارتقاء بالأمزجة إلى مكان تحتاجه فللنفس حاجات جمالية لا تلبيها إلا الموسيقا. أما الأمانة السورية للتنمية فقد كانت بمثابة من فتح باباً من أبواب الجمال لكثيرين يتطلعون إليه حين ساهمت في إنجاز هذا العرض العالمي الحضاري، في محطة ليست الأولى لها بما يخص التراث السوري اللامادي، وهي التي لا تدخر جهداً لصونه ونشره على مستوى العالم.. فشكراً لها وهي تتقن لغات التخاطب مع الشعوب وإدخال السعادة إلى قلب من يصغي لصدى هويته الثقافية على مسرح عالمي فيفخر بأنه سوريّ. وكان 100 موسيقي ومغن سوري محملين بالحب والسلام لشعوب العالم قدموا أمس العمل الموسيقي الملحمي الرابسودي السوري بتوقيع الموسيقي إياد الريماوي وقيادة المايسترو ميساك باغبودريان على مسرح منصة اكسبو 2020 دبي كجزء من البرنامج الثقافي الذي ينظمه الجناح السوري بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية وبرعاية شركة أجنحة الشام.

سانا