سيدة من السويداء تواجه المعاناة بالأمل وتكمل مشروع زوجها

قبل خمس سنوات تعرضت مجدولين مليح من محافظة السويداء مع زوجها وأحد أشقائها وطفلها الصغير لحادث سير أدى لوفاة الزوج والشقيق ودخولها قسم العناية المركزة مدة 6 أيام لكنها شفيت تدريجيا وقررت الانطلاق في الحياة رغم هذا الفقدان الصعب عبر متابعة العمل بورشة زوجها الخاصة بتنجيد المفروشات في سبيل تحقيق مصدر دخل لإعالة أبنائها الأربعة.

مليح 43 عاماً قالت لمراسل سانا إن المحطة المحزنة التي مرت بها لم تنل من عزيمتها للمثابرة ومتابعة تجربة عمل زوجها في الورشة التي كانت بصمته في الحياة مشيرة إلى أنها جعلت من هذه الورشة نقطة تحول في حياتها لمواجهة الصعوبات التي استجدت عليها.

وأوضحت مجدولين أنها وبعد نحو 6 أشهر على وفاة زوجها الذي تعلمت منه مهنة التنجيد تابعت مسيرته في الورشة التي خصصت جزءاً من منزلها كمقر لها حيث باتت تشكل داعماً أساسياً للعائلة فابنتها الكبيرة على أبواب التخرج من كلية الاقتصاد بجامعة تشرين والثانية تدرس في السنة الأولى بقسم الإرشاد النفسي بكلية التربية الثانية بالسويداء فيما يواصل رامي الدراسة في الصف الثامن ويبلغ عمر ابنها الصغير حالياً 6 سنوات.

السيدة مجدولين التي توفر فرصتي عمل بقص الخشب والمساعدة بأعمال التنجيد قامت العام الماضي بتجديد أدوات العمل بالورشة بعد حصولها على تمويل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سورية وخضوعها لدورتي ريادة أعمال وتأسيس مشروعات.

ورغم ما تواجه أم رامي من صعوبات تتعلق بالانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي وغلاء أسعار المواد الأولية تواصل عملها كما ذكرت بناء على الطلبات المقدمة لها مع سعيها لافتتاح صالة عرض خلال الفترة القادمة وتدريب أي محتاج لاكتساب هذه المهنة مجاناً وخاصة أنه سبق لها تدريب عدد من النساء.

“الوجع كبير لكن الحياة مستمرة ولا تتوقف” بهذه الكلمات اختتمت أم رامي حديثها مؤكدة حرصها الحفاظ على ورشتها وتطويرها والكسب الحلال منها بما يعكس اعتمادها على ذاتها وسعيها لإثبات حضورها في المجتمع كامرأة فاعلة ومنتجة.

ووفقاً لشقيق أم رامي مجيد مليح فإن شقيقته إنسانة طموحة مكافحة لم تستسلم لما أصابها واستطاعت إعادة إحياء ورشة زوجها واحتضان أبنائها في سبيل تربيتهم ودعمهم بتعليمهم.