تجربة الشاعر زاهد المالح الذي رحل عن عالمنا أيار الماضي ونتاجه الشعري تناولها كتاب جديد صدر حديثاً للطبيب الشاعر نزار بريك هنيدي.
الكتاب الذي حمل عنوان “زاهد المالح شاعر اللغة المرئية دراسة ومختارات” قدم من خلاله هنيدي نماذج شعرية مختلفة للراحل عبر مراحل مختلفة من تجربته.
ويوضح الكتاب الذي صدر ضمن سلسلة كتاب الجيب عن مجلة الموقف الأدبي أن الشاعر المالح يتسم بميوله إلى الوحدة وتشرب الأسى والحزن مستشهداً بنصه أعمدة خرساء الذي يقول فيه:
وأنا وحدي
وحدي أتنفس في الغابة
فجميع الأشجار تعرت
خلعت معطفها الصيفي
وانتصبت أعمدة خرساء.. وأنا وحدي
ويرى الشاعر هنيدي في الكتاب أن المالح سعى بكتاباته إلى تجسيد الرؤى وتحقيق الآمال حيث وجد أن مثل هذه اللغة هي الجديرة بأن يبدأ بها حواره مع الآخر ليختصر من خلالها الزمن المهدور ويؤسس لعلاقات جديدة تعيد رسم الدروب وتفتح الأبواب أمام القلوب لتلتقي في فضاءات المحبة وأعراس الجمال.
ولفت الدكتور هنيدي إلى أن هناك مواصفات خاصة تخص أسلوب المالح الشعري مثل اللغة المرئية واختصار الزمن والتزاوج بين الرؤيا والحرف واستخدام كلمات قادرة على الخلق إيماناً منه بضرورة البناء الفني في القصيدة لإنتاج المعنى.
وعن الكتاب قال رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني: إن الشاعر هنيدي قام بانتقاء عدد من النصوص للمالح التي تؤكد على القيم السامية وتناقش معاناة الإنسان ليقدم صوراً واضاءات جديدة تعرف القارئ على شاعر كبير وصاحب حضور ولكن لم ينل ما يستحق من الشهرة.
رئيسة تحرير مجلة الموقف الأدبي فلك حصرية ذكرت أن المجلة تنتقي دائماً مواضيع جديدة ومهمة لإغناء الحركة الإبداعية والثقافية ومن ضمنها هذا الكتاب.