حوارية حول تجربة 60 عاماً للفنان التشكيلي علي سليمان

على مدى ستين عاماً ظلت تجربة الفنان التشكيلي الدكتور علي سليمان وفية للتجريد الذي آمن به ورآه خير معبر عن الواقع كما يراه الفنان رغم رفضه التنميط والانتماء لمدارس فنية بعينها.

وجاءت الحوارية التي استضافها غاليري زورايا وحملت عنوان اليوبيل الماسي فرصة للتعريف بالفنان ورحلته مع اللوحة حتى اعتبر أحد كبار رموز التشكيل السوري المعاصر.

الحوارية التي أدارها الإعلامي ملهم الصالح وجاءت على شكل أسئلة للغوص في حياة الفنان سليمان بمراحلها العديدة بدأت بعرض فيلم اقتبس العديد من مشاهده من حوارات متلفزة مع سليمان إضافة إلى سرد سيرته الذاتية منذ من ولادته في مدينة  طرابلس بلبنان سنة 1955 وظهور موهبته الفنية مبكراً حيث كان يرسم لوحات توضيحية لمادة العلوم وأقام لها معرضاً في مدرسته.

ويوضح الفيلم أن سليمان انتقل وهو يافع إلى مدينة حمص برفقة جدته هرباً من تداعيات نكسة 1967 على لبنان حيث درس الرسم هناك بمركز الفنون التشكيلية وتتلمذ على يد أسماء مهمة أمثال صبحي سعيد وعبد الظاهر مراد ومصطفى بستنجي وصبحي شعيب لينتقل بعد نيله الشهادة الثانوية  إلى دمشق وليدرس في كلية الفنون الجميلة ويتخرج منها بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف.

سليمان الذي عمل وهو شاب في القسم الفني بجريدة تشرين وفي المؤسسة العربية للإعلان أقام لنفسه مرسماً في شارع بغداد وبدأ ينظم معارضه الفردية التي ناهزت الأربعين وعندما شاهد لوحاته برفيسور ألماني اسمه فون موكا قدم له منحة لدراسة الفن في المدرسة العليا للفنون ببرلين التي نال منها درجة الدكتوراة سنة 1987.

ومن المراحل المهمة في حياة سليمان تأسيسه لكليتي الفنون الجميلة في جامعتي البعث بحمص وإربد الأهلية في الأردن ورئاسته لقسم الرسم والتصوير في كلية الفنون بجامعة دمشق فضلاً عن نتاج فني ضخم موجود على شكل مجموعات خاصة في سورية وبلدان عربية وأجنبية.

وخلال الحوار تحدث سليمان عن تأثر فنه بترحاله بين المدن وبمناخاتها الاجتماعية حيث سعى لأن يحول الظروف الاجتماعية التي كان يراها لمواد بصرية ساعياً دائماً للابتعاد عن النمطية والتجميد والبحث عن مواضيع جديدة.

وحول نظرة المتلقي إلى الفن عموماً ولاسيما التجريد يرى سليمان أن هذا مرتبط بجملة أمور منها الظرف الاجتماعي والمادي المناسب الذي يسمح للفرد أن يتابع نتاجات الفن التشكيلي ليطور رؤيته للوحة مع توفير البيئة الملائمة لاستمرار عمل الفنان وتشجيعه.

وحول تجربته في الإعداد والتقديم التلفزيوني بين أنه أعد برنامجين قدم فيهما أكثر من 500 حلقة عنت بالفن التشكيلي السوري ورموزه .

وأسهب سليمان في شرح مفردات لوحاته من تكريس الإنسان كأيقونة وأن تحمل عنصري الادهاش والاختلاف وتوظيف الميثولوجيا والأسطورة ومزجه للغرافيك مع عالم اللوحة.

ومن الحضور تحدث المخرج السينمائي محمد ملص عن التجربة الغنية للفنان سليمان والتي لا تكفي ندوة واحدة للإحاطة بها مشيراً إلى أن تجربته تكشف عن كونه رساماً انفعالياً ووجدانياً.

وتساءل الفنان التشكيلي غازي عانا عما إذا كان اتجاه الدكتور سليمان إلى التجريد مشكلة كما وجدها أحد النقاد فيما رأى الدكتور سائد سلوم أن سليمان يؤمن بالحدس الفني وضرورة تعزيزه عند المتلقي ويقدم لنا عبر لوحاته ما يعرفه ويريدنا أن نعرفه.