بوتين: واشنطن لم تبد تصميماً على التعامل بشكل مناسب مع مطالبنا

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الولايات المتحدة لم تبد تصميماً على التعامل بشكل مناسب مع مطالب روسيا في إطار المحادثات حول ملف الضمانات الأمنية.

وشدد بوتين خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في موسكو اليوم على أن العلاقات بين روسيا وبيلاروس مبنية على التعاون المشترك والاحترام المتبادل الذي يستند إلى احترام مصالح الدولتين.

وأوضح بوتين أنه تم بحث تعزيز الفضاء الدفاعي الموحد لروسيا وبيلاروس والاتفاق على مواصلة اتخاذ كل الإجراءات الضرورية بشكل مشترك لضمان أمن البلدين في ظل الأنشطة العسكرية المتصاعدة لدول الناتو على حدود البلدين مشيراً إلى أن التدريبات العسكرية المشتركة (حزم الاتحاد 2022) مستمرة في بيلاروس لغاية العشرين من الشهر الحالي وهي تحمل صفة دفاعية بحتة ولا تهدد أحداً.

وحول مبادرة روسيا بشأن الضمانات الأمنية قال بوتين “لم تبد الولايات المتحدة والدول الأعضاء الأخرى في حلف الناتو تصميماً على التعامل بشكل مناسب مع المطالب الروسية والتي ترتكز أهمها على منع التوسع اللاحق للناتو والتخلي عن نشر منظومات ضاربة قرب حدود روسيا وإعادة القدرات العسكرية والبنية التحتية للحلف في أوروبا إلى الحالة التي كانت عليها عام 1997 وقت توقيع الوثيقة الأساسية روسيا-الناتو”.

وشدد بوتين على أن روسيا مستعدة للمضي قدماً في سبيل المفاوضات شريطة أن يتم النظر في كل القضايا كحزمة واحدة دون فصل المقترحات الروسية الأساسية التي يمثل تطبيقها بالنسبة لروسيا ضرورة مطلقة.

وحول الأزمة في أوكرانيا قال بوتين “لا تزال عملية التسوية معطلة ولا تساعدها المشاورات التي نجريها مع شركائنا على الرغم من كل جهودنا واتصالاتنا على مستوى المستشارين وزعماء الدول ضمن صيغة النورماندي”.

وأشار بوتين إلى أن كييف لا تنفذ اتفاقات مينسك وترفض على وجه الخصوص إجراء حوار مباشر مع دونيتسك ولوغانسك وتقوض عملياً تطبيق الاتفاق حول إجراء تعديل في الدستور حول الصفة الخاصة لدونباس والانتخابات المحلية والعفو أي بشأن كل المواضيع المحورية لاتفاقات مينسك.

وأكد الرئيس الروسي أن مفتاح إعادة السلام في أوكرانيا وخفض التوتر حول هذا البلد يتمثل في تطبيق اتفاقات مينسك وكل ما يجب على كييف القيام به هو الجلوس حول طاولة المفاوضات مع ممثلي دونباس وتنسيق الإجراءات السياسية والعسكرية والاقتصادية والإنسانية لإنهاء النزاع .

من جهته حذر الرئيس البيلاروسي من أن التصعيد العسكري الحالي حول منطقة دونباس يهدد باندلاع حرب ستشمل أوروبا بأكملها.

وقال لوكاشينكو “أؤكد أننا لا نرغب في اندلاع أي حرب وتصعيد أي نزاع ومن الواضح تماما من يقف وراء تأجيج التوتر عند حدودنا في روسيا وبيلاروس” مشدداً على أن التطورات الأخيرة حول دونباس تظهر بوضوح غياب المسؤولية لدى بعض السياسيين الغربيين وحماقتهم.

وأضاف “لأول مرة منذ عقود أصبحنا للأسف على شفا نزاع من شأنه أن يجر القارة بالكامل إليه ولكن بيلاروس وروسيا ستتخذان خطوات مناسبة لحماية شعبيهما ودولتيهما”.