أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء تنفيذ عملية خاصة لحماية إقليم دونباس متعهداً بتدمير أي معتد محتمل على روسيا. وقال بوتين في بيان متلفز اليوم “إن جمهوريتي إقليم دونباس الشعبيتين دونيتسك ولوغانسك توجهتا إلى روسيا بطلب المساعدة ونظراً لذلك تم اتخاذ قرار يتطابق مع المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وبموافقة مجلس الاتحاد الروسي بتنفيذ العملية الخاصة التي يكمن هدفها في حماية الناس الذين يتعرضون على مدى ثمانية أعوام للإبادة من قبل نظام كييف” مشدداً على أن روسيا لا تريد احتلال أوكرانيا ولكنها تسعى لإزالة النزعة العسكرية والمتعصبة قومياً في أوكرانيا. وأضاف بوتين “إن الظروف الراهنة تتطلب أعمالاً حازمة وفورية حيث لم يتركوا لروسيا أي خيار آخر للدفاع عن مواطنيها سوى ذلك الخيار الذي نرى أنفسنا مضطرين لاستخدامه اليوم”. وأشار بوتين إلى أن حلف الناتو يخلق من سنة إلى أخرى إخطاراً جسيمة بتوسعه نحو الشرق واقتراب بناه التحتية من حدود روسيا حتى تكاد تلتصق بها مشدداً على أن مجمل تحالف البلدان الغربية الذي أقامته الولايات المتحدة هو امبراطورية الكذب. وأوضح بوتين أن روسيا لا تعتزم احتلال أراضي أوكرانيا ولكنها تؤيد حق الشعوب بتقرير المصير وقال “إن روسيا من أقوى الدول النووية في العالم ولذا لا يجب أن يساور الشك أي معتد محتمل بأنه سوف يدمر بالكامل وأن أي هجوم على روسيا سيفضي إلى عواقب وخيمة على المعتدين” مشيراً إلى أن روسيا تملك بالإضافة إلى ذلك أفضلية معينة في عدد من أحدث أنواع الأسلحة. وشدد بوتين على أن العدالة والحقيقة إلى جانب روسيا مؤكداً ثقته بأن العسكريين الروس يتسمون بالمهنية والبسالة ويؤدون واجبهم بإخلاص. وأكد بوتين أن روسيا الاتحادية سترد فوراً على أي محاولات لخلق إخطار على شعبها محذراً من يمكن أن تراودهم أوهام التدخل في الأحداث الجارية من أن ذلك سيسفر عن عواقب لم يروها في تاريخهم وأن روسيا مستعدة لأي تطور للأحداث وقد تم اتخاذ جميع القرارات اللازمة لذلك. ولفت بوتين إلى أن مصير روسيا في أيد أمينة لشعبها متعدد القوميات وهذا يعني أن القرارات المتخذة ستنفذ والأهداف ستتحقق وأن أمن روسيا مضمون تماماً مؤكداً الثقة بدعم الشعب وبتلك القوة التي لا تقهر. وبين بوتين أن ضعف وتفكك الاتحاد السوفييتي أديا إلى خرق توازن القوى في العالم وخروج المعاهدات والاتفاقيات السابقة عن العمل واقعياً وقال إن الاتحاد السوفييتي سعى بكل الوسائل قبيل نشوب الحرب العالمية الثانية عام 1940 وبداية عام 1941 من القرن الماضي لدرء أو على الأقل إرجاء نشوب الحرب وعمل كل ما بوسعه لعدم استفزاز المعتدين المحتملين ولم يقم بتنفيذ أعمال واضحة كل الوضوح أو أنه أرجأها من أجل الاستعداد لصد العدوان. وأضاف بوتين إن البلاد لم تكن مستعدة للحرب نتيجة لذلك ولم تكن مستعدة لمواجهة الغزو النازي الألماني ورغم أنه تم وقف المعتدين وقهرهم بثمن باهظ في نهاية المطاف لكن محاولة إرجاء العدوان والتساهل مع المعتدين كانت خطيئة دفعنا ثمناً غالياً جداً من شعبنا وفقدنا في الأشهر الأولى للحرب مساحات مهمة استراتيجياً كما فقدنا ملايين الناس ولذلك لن تتكرر هذه الخطيئة اليوم. ولفت بوتين إلى أن بعض الدول الرائدة في الناتو تدعم النازيين الجدد في أوكرانيا الذين لن يغفروا أبداً لشعب القرم وسكان سيفاستوبول اختيارهم الحر في إعادة التوحيد مع روسيا ويسعون لإشعال الحرب مجددا في شبه جزيرة القرم من أجل قتل المواطنين العزل كما قامت عصابات القوميين الأوكرانيين شركاء هتلر خلال الحرب الوطنية العظمى. وحث بوتين الجنود الأوكرانيين على إلقاء أسلحتهم على الفور والعودة إلى ديارهم مشدداً على أن روسيا لن تسمح لأوكرانيا بامتلاك أسلحة نووية.
سانا