الإطفائي والغطاس عبد السلام دباغ.. خمسون دقيقة كانت كافية لإنجاز المهمة

درجة المخاطرة الكبيرة التي تحملها المهمة نظراً لتقدمه في السن ولوضعه الصحي لم تمنع الإطفائي والغطاس عبد السلام دباغ من التصدي لمهمة إنسانية بالغطس في بئر عميقة لانتشال جثمان فتى من أهالي قرية الويدر التابعة لمنطقة الباب بريف حلب الشرقي. الواجب الإنساني والعزيمة الصلبة والخبرة كانت سلاح دباغ للتطوع من بين رفاقه في فوج إطفاء حلب لأداء المهمة بانتشال جثمان الفتى من قعر بئر تجاوز عمقها الـ 60 متراً مبيناً في تصريحه لـ سانا أنه رغم مأساة الحادث وألم فقدان الفتى وصعوبة ما قام به إلا أنه أدى هذه المهمة بزمن قياسي لم يتجاوز الـ 50 دقيقة حيث دخل إلى المستشفى عقب تنفيذ المهمة لتقديم الإسعافات الأولية له جراء الصعوبات التي واجهها خلال عملية الغطس. وفي تفاصيل المهمة التي حدثت الأسبوع الماضي أوضح دباغ أن الفوج تلقى بلاغاً بسقوط أحد اليافعين في قرية الويدر في بئر عميقة ولدى الوصول إلى المكان تم نصب المعدات اللازمة للغطس لانتشال الجثة وتابع: “تطوعت لتنفيذ المهمة وقمت بارتداء لباس الغطس بمساعدتهم وإنزال اسطوانة الأوكسجين في عمق البئر وبعد الوصول إلى مستوى المياه بدأت الغطس على عمق أكثر من 30 متراً رغم ضيق قطر البئر الذي لا يتجاوز الـ 80 سنتيمتراً ووضعي الصحي إلى أن تمكنت من الوصول إلى القعر وانتشال الجثة بالتعاون مع زملائي من عناصر الفوج”. ويحذر وفق علم الغوص قيام الأشخاص بالغطس في عمق أكثر من 20 متراً بعد بلوغ سن الـ 40 نظراً لانخفاض مرونة ولياقة الرئتين بعد هذا العمر وسرعة ارتفاع الضغط على العينين. الدور المهم والصعب الذي تم تنفيذه لا يقف عند دباغ بل شمل زملاءه من عناصر الفوج الذين قاموا بمساعدته في انتشال الجثمان حيث أوضح سائق سيارة الإطفاء عبد الرحيم علوش.. “بعد تركيب التجهيزات اللازمة للغطس والتأكد من تحقيق درجة عالية من الأمان لمن يريد الغطس تم تنسيق الأدوار بين عناصر الإطفاء والاتفاق على الإشارات المتعارف عليها في العمل للمساعدة في انتشال جثة الفتى وأداء هذه المهمة الإنسانية والتي تعني الكثير لذويه رغم حجم المأساة وألم الفقدان”. وأشار الغطاس عبد الله سعيد إلى أنه تم تجهيز سيارة الإنقاذ بأجهزة الغطس والانقاذ البري والبحري واسطوانة الاوكسجين ومتابعة العمل لحظة بلحظة لافتاً في حديثه لـ سانا إلى ضرورة رفد فوج إطفاء حلب بكوادر شابة لتدريبها على امتلاك هذه الخبرات ولا سيما في ظل وجود عدد قليل جداً من الغطاسين ضمن الفوج. ولم يخف قائد فوج إطفاء حلب العميد محسن الكناني شكره وتقديره لعمل غطاسي الفوج واصفاً ما قام به الإطفائي دباغ بالعمل البطولي رغم حجم مأساة هذا الحادث وفقدان الأهل لابنهم مشيراً إلى أن انتشال جثة الفتى الغريق خلال 50 دقيقة رغم العمر المتقدم لـ دباغ ووضعه الصحي الذي يشكل له صعوبة في الغطس هو دليل على شجاعته وخبرة وقوة الكوادر السورية. يذكر أن مهام فوج إطفاء حلب تتعدد بين إطفاء الحرائق وأعمال الإنقاذ لجميع البلاغات التي ترد إلى الفوج وتأمين المعدات اللازمة للتعامل مع أي حادث من هذا النوع.

سانا