أدباء سوريون يرثون الراحل وليد إخلاصي: أعماله صنفت في قمة الإبداع الأدبي العربي

جاءت تجربة الأديب وليد إخلاصي بمثابة منعطف مهم في الأدب السوري والعربي حيث قدم انعكاساً صادقاً عن الواقع الذي جاء بشكل فني رفيع عبر كتاباته السردية.

إخلاصي الذي غيبه الموت عن عالمنا بالأمس عن عمر ناهز الـ 87 وحاز وسام الاستحقاق السوري عام 2005 يشغل نتاجه الأدبي وفقاً للدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب بقائمة أهم ما كتب في الأدب السوري ولا سيما في الثمانينات وإلى منتصف التسعينيات لأنه استطاع أن يشكل حضوراً صادقاً ومميزاً عالي الوجدان إضافة إلى اعتماده على قص وسرد امتلك الأسس الفنية وكانت مدينته حلب هي الأكثر حضوراً فيما أبدعه للقراء من قصة ورواية ومسرحية.

الأديب القاص رياض طبرة عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب أكد أن إخلاصي أديب ينتمي إلى أرضه وأعماله صنفت قمة الإبداع الروائي العربي ولا سيما رواية دار المتعة كما كان محبوباً من الزملاء والأصدقاء.

علاقة إخلاصي بحلب توجزها الأديبة والإعلامية بيانكا ماضية بأنها انعكاس لعادات الشهباء وتاريخها وأحلامها وآمالها كما في كتابه “حلب بورتريه بألوان معتقة” الذي ضمنه مشاهد ممعنة في التفاصيل عن المدينة تبتدئ بقلعتها ولا تنتهي عند حدود الجمال فيها إضافة إلى إبداعاته الأخرى.

وحول الجانب ذاته تتحدث الروائية فائزة داود عن رصد إخلاصي لمدينة حلب حيث أسقط الواقع الاجتماعي بأكمله واتجه إلى القيم والعادات الأصيلة وجسدها بتقنية أدبية عالية.

أما على الصعيد القومي فتماهى إخلاصي مع القضية الفلسطينية حيث يؤكد الشاعر محمد علي سعيد مدير النادي العربي الفلسطيني في حلب أن الراحل شارك بفعالية في كل الفعاليات التي تخص فلسطين مؤمناً بأن هذه الأنشطة رسالة في معركتنا ضد العدو.

أما على الصعيد الإنساني فكان إخلاصي يتمتع بعلاقات واسعة مع كل مكونات الوسط الثقافي السوري والعربي كما ذكرت رئيسة تحرير مجلة الموقف الأدبي فلك حصرية مشيرة إلى أنه من القلة الذين كتبوا الهم الوطني والاجتماعي في آن معاً.

وحول سمات أدب إخلاصي أوضح الدكتور فاروق اسليم عضو المكتب التنفيذي رئيس تحرير مجلة التراث العربي أنه تفرد بأسلوب أدبي شائق يحمل رسالة أدبية واعية لتحولات الثقافة ولا سيما في يخص توثيق جوانب عديدة من الحياة الاجتماعية في حلب.