بين ثنائيات الماضي والحاضر والواقع والمتخيل والمستحيل والممكن تتأرجح مجموعة تجليات شهرزاد للقاص عماد الدين ابراهيم عبر اثنتي عشرة قصة مختلفة في طرحها وأسلوبها وتقنيات الكتابة فيها.
تجليات شهرزاد كانت محور ندوة أقامها المركز الثقافي العربي بأبو رمانة للحديث عن الأسلوب والتكنيك القصصي فيها والهدف والرسالة التي أراد الكاتب إيصالها من خلال تلك التجليات.
وعرض في مستهل الندوة التي أدارتها الإعلامية إلهام سلطان فيلم وثائقي عن سيرة القاص ابراهيم مبينة أنه من مواليد 1966 وحاصل على إجازة في الصحافة من جامعة دمشق عام 1988 وعمل معداً للبرامج ومديراً للإذاعة ومديراً للفضائية وكتب البرامج الإذاعية والتلفزيونية والشعر والقصة والرواية و صدر له المتوحد راعي الرياح شعراً وتداعيات الذاكرة المطرية قصصاً قصيرة.
وقرأ القاص ابراهيم بعضاً من قصص المجموعة التي صدرت عن الهيئة العامة السورية للكتاب لافتاً إلى أن عملية الكتابة لديه تأتي من خلال فكرة تراوده في زمن يمتد ما بين الأسابيع والشهور وربما السنوات لتأتي الكتابة في لحظة إشراق وإلهام ولكنه بعد أن يدونها يخضعها لعملية بسترة وتدقيق وحذف كل ما هو حشو ولا يخدم النص لتظهر بصورتها الأخيرة.
الناقد عمر جمعة أوضح في محوره أنه قرأ في المجموعة لغة كثيفة شفافة نيرة مطواعة متحررة من الاسترسال حيث يبني حكاياته على مثال شخصيات مختلفة حيناً ومتشابهة في آخر وخاصة عندما يكون الكاتب نفسه راويها لافتاً إلى التركيز على اللغة وتوظيفها بشكل صحيح انطلاقاً من إيمان ابراهيم بقدرتها على توصيف وإيصال المشاعر والأحاسيس سواء كانت بسيطة أو مركبة دون طغيانها على التقنيات الأخرى.
ورأت الاعلامية سلوى عباس أن المجموعة تحتوي على تجليين يضمان بينهما مجموعة من القصص تستقي روحها من السرد عند شهرزاد في ألف ليلة وليلة لافتة إلى أن الكاتب عبر عن هواجس وأفكار عاشها أو عاشتها شخصيات أخرى.
الروائي والقاص أيمن الحسن بين في محور بعنوان (حضور الحكاية في إمتاع ومعرفة تجليات شهرزاد نموذجاً) أن الأنثى أكثر مقدرة من الرجل على السرد عبر تفاعل خيالها وعاطفتها لذلك كانت شهرزاد راوية ألف ليلة وليلة.