آثار تركتها العصور وأخرى خلفتها الطبيعة ترسم ملامح قرية الرضيمة الشرقية الواقعة في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة السويداء التي تتميز بموقعها وقدمها وصلابتها.
قرية الرضيمة الشرقية التي تمتد أراضيها لتصل إلى بادية الحماد شرقاً يطلق عليها اسم “رضيمة العليا” ويعتقد بأن هذه التسمية تعود إلى التل الذي يحاذيها من الشمال ويسمى “تل عليا” حيث ترتفع عن سطح البحر نحو 1150 متراً.
الباحث في آثار المنطقة حسن حاطوم أشار في تصريح لمراسل سانا إلى وجود بعض العناصر المعمارية في القرية والعائدة إلى العصور النبطية والرومانية والبيزنطية والتي تنتشر في عدد من المنازل القديمة فيها لافتاً إلى أن السكان الحاليين الذين قدموا إليها في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي أعادوا استخدام تلك العناصر.
ولفت حاطوم إلى وجود أقنية وخزانات مياه في القرية إضافة إلى وجود بعض الكهوف والمغاور خارجها والتي استخدمها الإنسان القديم حيث كانت تتبع تاريخيا وقرية عراجة التي تحدها من الجنوب إلى بلدة “شقا” إحدى المدن العشر “الديكابوليس” وهو تحالف روماني لمدن تقع على أطراف الامبراطورية الرومانية في سورية وفلسطين أنشأه الإمبراطور بامبي.
وإلى الشرق من قرية الرضيمة الشرقية وعلى بعد نحو سبعة كيلومترات تقع مغارة بركانية يطلق عليها اسم “سؤادا” تظهر فيها تكونات بركانية جيولوجية يزيد عمرها على 50 ألف سنة ومخبأة تحت سطح الأرض وفيها تجويفات في بدايتها تزيد مساحتها على خمسة أمتار وتتسع وتكبر وتصبح أكثر عمقاً كلما اتجهنا نحو الداخل حيث يزيد عمق المغارة على ثلاثة كيلومترات وبداخلها توجد مجموعة كبيرة من الصواعد والنوازل وتعد من بين المغارات الطبيعية التي تشكلت نتيجة السيل البركاني في تعرجات الوديان وتبرد سطحها حيث شكلت تجويفاً طويلاً يتسع كلما توغلنا في العمق.