تأثر الفنان التشكيلي مازن منصور بجمال طبيعة قريته الجبلية الغافية على سفوح ريف حمص الغربي فجاءت لوحاته تضج بألوان الزهر والصخر بأسلوب واقعي وانطباعي زينها في كثير من الأحيان بوجود المرأة كمرادف لجمال الطبيعة.
وعن تجربته في ميدان الفن التشكيلي أوضح منصور في مقابلة مع سانا أنه خطا طريق الفن في عمر العشرين وهو طالب حقوق في جامعة دمشق حيث قاده فضوله للاطلاع على كلية الفنون الجميلة ومشاهدة نتاجات الفنانين فيها ما أيقظ احساسه الفني فشرع بدراسة الفن أكاديمياً في المرسم الإبداعي الحر بالمركز الثقافي الروسي بدمشق.
وكان الأستاذ الأول لمنصور الفنان التشكيلي أحمد ابراهيم الذي شجعه ودربه على تقنيات الرسم بالألوان الزيتية وكيفية تكوين اللوحة والجرأة في استخدام الريشة حيث تأثر بأعماله الواقعية ذات الأسلوب الانطباعي الذي يحاكي الطبيعة وتفاصيلها بألوانها.
ويشرح منصور تأثره بطبيعة قريته القبو فكان منظر الأعشاب والأزهار والصخور المحيطة بها مادة لتخزين ما استطاع من هذا الجمال في لوحاته التي كان للأنثى أيضاً نصيب كبير في تكوينها لما فيها من دلالات ورموز ومن خلالها يستطيع الفنان إيصال الأفكار التي يريد إبرازها كالخير والعطاء والخصب والرقة والجمال وغيرها.
ويفضل منصور الابتعاد عن الصخب في لوحاته فهو يركز دائما على شخصية أو عنصر يكون مركز العمل وتتمحور الفكرة حوله فيما تكون بقية العناصر متممة.
وحول سبب تفضيله للألوان الزيتية أو الأكريليك يشير إلى أنها بطيئة الجفاف ما يعطيه مجالاً أرحب في دمج الألوان واكتشاف أُخرى جديدة والحصول على أدق التفاصيل أثناء التجربة اللونية.
لوحات منصور التي أنتج معظمها خلال فترة الحرب على بلدنا حاول أن يذهب بالمشاهد من خلالها إلى فسحة من الأمل والتفاؤل من خلال رسم الجمال بكل أشكاله.
ويجد منصور أن النهوض بالحراك الفني لا يقوم على فنان واحد أو مجموعة معنية بل هو نتاج تجارب وعمل واجتهاد كل الفنانين التشكيليين السوريين والاهتمام بالواقع وصولاً إلى المساهمة في بناء مجتمع سليم تربوياً وثقافياً واقتصادياً.
وعن رسالته كفنان يلفت منصور إلى أنه يسعى عبر أعماله لنشر السلام والتآخي بين البشر وبث الأمل الذي افتقدنا جزءاً كبيراً منه في حياتنا.
تجدر الإشارة إلى أن الفنان منصور مواليد (1983) شارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية في مختلف المحافظات وحاز تكريمات عدة عن أعماله في مناسبات مختلفة.