على الرغم من أثره الكارثي وما تكبده العالم بأسره من خسائر بشرية واقتصادية إلا أن فيروس كورونا وما انبثق عنه من سلالات خطيرة كان بمثابة ورقة حظ رابحة عادت بأرباح خيالية على الكثير من الأغنياء حول العالم الذين ارتفع عددهم وازداد ثراؤهم بحسب بيانات جديدة.
تقرير جديد أعدته منظمة (أوكسفام) الدولية الخيرية كشف أن أغنى عشرة رجال في العالم تضاعفت ثرواتهم منذ بدء جائحة كورونا أواخر عام 2019 مبيناً أن هذا لم يكن وليد الصدفة وإنما ناتج عن سياسات هيكلية تخدم الأشخاص الأكثر غنى ونفوذاً.
التقرير أوضح أنه مقابل نمو ثروات الرجال العشرة الأكثر ثراء في العالم تراجعت مداخيل 99 بالمئة من سكان العالم مشيراً إلى أن أزمة وباء كورونا ساهمت في ظهور20 مليارديراً جديداً في آسيا في الوقت الذي غرق فيه نحو 140 مليون شخص في هذه القارة في دوامة الفقر مع خسارتهم لأعمالهم جراء تفشي الوباء فيما أدت عمليات الإغلاق العام التي فرضت للحد من تفشي الإصابات والركود الاقتصادي المرافق لذلك إلى تدمير سبل عيش مئات الملايين من الأشخاص.
وفي سياق متصل كشفت بيانات نشرتها مجلة فوربس الأمريكية التي تعنى في الدرجة الأولى بإحصاء الثروات ومراقبة نمو المؤسسات والشركات المالية حول العالم أن ثروة المليارديرات الأمريكيين ارتفعت بنسبة 70 بالمئة خلال وباء كورونا بإجمالي بلغ 1ر2 تريليون دولار في أكثر من عام بقليل.
كما أظهرت البيانات التي حللتها منظمة أمريكيون من أجل العدالة الضريبية ومعهد دراسات السياسة بشأن عدم المساواة زيادة قدرها 3 تريليونات دولار تقريباً من ال18 من آذار 2020 إلى ال15 من تشرين الأول الماضي بالتوازي مع ارتفاع عدد المليارديرات في الولايات المتحدة من 614 إلى 745 خلال الفترة ذاتها.
ووفقاً للتحليل الجديد فإن ايلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا لصناع السيارات الكهربائية وجيف بيزوس الرئيس التنفيذي السابق لشركة أمازون حققا أكبر المكاسب المالية حيث ارتفع صافي ثروة الأول بنحو 751 بالمئة إلى 184 مليار دولار والثاني بأكثر من 70 بالمئة من 113 إلى 2ر192 مليار دولار .
تحقيق لموقع برو بابليكا في حزيران الماضي كشف أن أكثر من عشرين من الأمريكيين الأكثر ثراء دفعوا معدل ضرائب حقيقي لا يتجاوز 4 بالمئة فقط بين عامي 2014 و2018 فيما كشف تقرير متخصص نشرته مجلة فوربس عن ظهور أثرياء جدد حول العالم بدعم من ابتكار لقاحات ضد فيروس كورونا أو بيع أجهزة خاصة للكشف عنه.
وبين التقرير أنه مع فقدان الكثير لحياتهم وآخرين لوظائفهم اتسعت فجوة عدم المساواة أكثر على صعيد عالمي واستفاد أغنى الناس مالياً جراء الوجه الآخر لفيروس كورونا الذي عاد بالفائدة على جيوب الأثرياء مقابل الانهيار النفسي والعقلي والجسدي لملايين الأشخاص حول العالم.
سانا