سوق البزورية،خلطة التاريخ والحداثة

تستوقفك رائحة عبقة منه وكأنك ترى المكان بأنفك بل وتدركه بكل حواسك عمره يتجاوز ال٢٧٠ عاما تجده في أقدم الأحياء في دمشق القديمة وعلى مسافة تصل إلى ١٠٠٠ متر يمتد من قصر العظم إلى سوق الصاغة القديم.. عن سوق البزورية نتحدث.


عُرف بالعهد الأيوبي وكان يُسمى بسوق القمح بسبب بيعه منتجات القمح انذاك وبعدها عُرف بسوق الدِهانيات حيث كانت تُصنع فيه سائر الزيوت كزيت اللوز مثلا ومن ثم عُرف باسم سوق العطارين وفيه كانت تُباع العطور المستخرجة من الورود الدمشقية إلى أن استقر اسمه على البزورية.


لشاعر دمشق نزار قباني حكاية مع هذا السوق حين قال “في كل مرة أتسكع في سوق البزورية تُخيّم فوقي غمامة من عطر الفانيليا تُنسيني جورجيو أرماني بحد ذاته” فما أن تقترب منه تشدك تلك الروائح الفواحة كهوية تُعرِّف عنه بالإضافة إلى تلال البهارات الملونة وما أن تمشي عدة أمتار حتى تبدأ المنتجات المرتبطة بالأفراح والشموع ناهيك عن الحلويات الدمشقية والعصائر كشراب التوت الشامي وشراب الورد وأنواع مختلفة من الفواكه المجففة تظهر كلها في دكاكين هذا السوق الذي يضم أكثر من ١٠٠ محل حملت في جدرانها تاريخا عريقا ورِثه الأبناء عن الآباء وما يدلك أكثر على عراقته مايحيط به من أبنية معمارية قديمة اكسبته شهرة أوسع كقصر العظم الذي بناه أسعد باشا العظم في قسمه الشمالي وفي قسمه الجنوبي خان أسعد باشا  أقدم الخانات في الشرق الأوسط ليصبح السوق مقصدا للتجار الأوربيين ومركزا للتبادل التجاري بين الشرق والغرب ومن ثم تم سقفه بمادة الحديد ليحميه من الحرائق بالإضافة إلى أنه تم ترميمه عدة مرات مع الحفاظ على هويته العريقة ليكون صلة الوصل بين ماضٍ عريق وحداثة معاصرة
خلطة سحرية في سوق البزورية فيها رائحة الشام العتيقة مع رائحة البهارات والعطور والأعشاب مضافا إليها ابتسامات أصحاب المحال تُعلمك جميعها أنك في دمشق مدينة الحب والجمال.

اعداد: مجد حيدر