سورية تستعيد 5 قطع أثرية تدمرية بمبادرة من متحف نابو في لبنان

استعادت سورية اليوم خمس قطع أثرية مسروقة من مدينة تدمر خلال فترة سيطرة تنظيم (داعش) الإرهابي عليها.

وتسلمت المديرية العامة للآثار والمتاحف القطع الأثرية بمبادرة من متحف (نابو) في لبنان وذلك خلال حفل أقيم في المتحف الوطني ببيروت برعاية وزير الثقافة اللبناني القاضي محمد وسام المرتضى وسفير سورية في لبنان الدكتور علي عبد الكريم ومؤسس ومدير متحف (نابو) جواد عدرا وبحضور ممثلين عن مديرية الآثار والمتاحف في سورية ومديرية المتاحف اللبنانية وعدد من المهتمين.

وقال الوزير المرتضى في كلمة خلال التسليم “إن هذه القطع الأثرية تحكي قصة انبلاج الحضارة البشرية من هذه الأرض المباركة منذ فجر التاريخ” مشدداً على العلاقات الوثيقة بين الشعبين السوري واللبناني اللذين يمثلان شعباً واحداً في دولتين شقيقتين.

وأضاف المرتضى “إن التعاون بين سورية ولبنان في هذا المجال ضروري لأن الصهاينة الذين اغتصبوا أرض فلسطين حاولوا وما زالوا يحاولون اغتصاب منجزاتنا الحضارية وتراثنا الثقافي وانتحالها لأنفسهم كوسيلة لتأييد مزاعمهم الواهية وهذا ما علينا مواجهته بالمقاومة الفكرية التي يجب أن تكون إلى جنب باقي صور المقاومة”.

وأكد المرتضى أن ما يجمع لبنان بسورية ليس التاريخ المشترك فحسب بل أيضاً الحاضر الذي يجعل المستقبل أكثر سلاماً وإشراقاً بمقدار ما يتجذر التعاون بين البلدين في مواجهة الإرهاب الإسرائيلي الذي يريد تدمير تاريخنا والإرهاب التكفيري الذي يريد تشويهه.

بدوره قال السفير عبد الكريم في كلمته إن “مثل هذه المبادرات التي تنم عن احترام لتراث حضاري عريق وآثار وأوابد ترسم صورة هذه المنطقة ولا سيما صورة سورية ولبنان اللذين احتضنا واحدة من أهم الحضارات الإنسانية” لافتاً إلى أن إعادة قطع أثرية تدمرية تثبت أن سورية تستعيد عافيتها بعد صمود امتد قرابة أحد عشر عاماً.

وأكد عبد الكريم أن “الصمود السوري دافع عن هوية الإنسان والحضارة التي تحتضنها سورية وترابها المقدس” منوهاً بجهود وزارة الثقافة اللبنانية وبما قام به صاحب مبادرة إعادة هذه القطع الأثرية المسروقة مدير متحف نابو.

وأضاف عبد الكريم أن “سورية حافظت على نسبة كبيرة من آثارها العظيمة ونقلتها إلى متحف دمشق وإلى المتاحف التي لم يصل إليها الإرهاب ولكن ما خسرته كان كبيراً ولا سيما الشهيد الدكتور خالد الأسعد الذي بقي متمسكاً وحارساً وفياً لمدينة تدمر حتى الرمق الأخير”.

وألقيت خلال حفل التسليم كلمات عدة منها لصاحب المبادرة جواد عدرا باسم متحف نابو ومدير المتاحف في سورية الدكتور محمد نظير عوض الذي عبر عن تقدير سورية العميق لهذه المبادرة والقائمين عليها.