جمعية العاديات اللاذقية تحتفي بالذكرى الخمسين لرحيل العلامة خير الدين الأسدي

اتسمت احتفالية جمعية العاديات في اللاذقية بالذكرى الخمسين لرحيل العلامة خير الدين الأسدي أحد أبرز أعلام الفكر في سورية في القرن العشرين بالغنى الفني والثقافي والتراثي من خلال ما تضمنته من فعاليات للفن التشكيلي والموسيقى ومحاضرات وندوات متنوعة.

الاحتفالية التي تقيمها سنوياً الجمعية بالتعاون مع مديرية الثقافة وفرع اتحاد الفنانين التشكيليين في المحافظة تضمنت معرضاً بمشاركة 23 فناناً وفنانة من عدة محافظات وأمسية موسيقية تخللها توزيع شهادات التكريم على الفائزين بجوائز الأسدي لعام 2021 إضافة إلى زيارة بعض المعالم الأثرية كالقوس الكبير ومعبد باخوس وبوابة القلعة والمتحف الوطني.

كما تضمنت الاحتفالية عدداً من المحاضرات والندوات التي سلطت الضوء على علم الآثار قدمها الباحث الدكتور بسام جاموس إضافة إلى محاضرة عن الفن التشكيلي قدمها الباحث التشكيلي حسين صقور لتختتم الاحتفالية بتكريم عدد من الكتاب والمبدعين والباحثين الذين كان لهم حضورهم الفاعل وتأثيرهم الغني في الحياة الثقافية والفكرية.

عضو مجلس إدارة الجمعية بسام جبلاوي بين في تصريح لمراسلة سانا أن جمعية العاديات أطلقت منذ سبع سنوات احتفالية سنوية وجائزة باسم العلامة الأسدي يعلن خلالها مع بداية كل عام عن مسابقة تختص بالتراث التاريخي المعماري والشعبي الثقافي والفكري أطلقها الدكتور ناهد كوسا وفاء منه لأستاذه لتحفيز الشباب السوري على الاطلاع على تراثه لتوثيقه ونشره في ظل الظروف الصعبة السائدة.

وأوضح جبلاوي أن جائزة التراث الخاصة بمدينة اللاذقية ذهبت هذا العام لجمعية رعاية المكفوفين في المدينة نظراً لجهودها في إطار العمل المهني واليدوي ضمن رعايتها وتعليمها وتدريبها للمكفوفين في حين حصل الباحث زهير محمد ناجي على جائزة تراث مدينة جبلة تقديراً لمسيرته الحافلة بالمؤلفات في التأريخ والتحقيق والتوثيق.

فريد رسلان رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين أشار إلى حرص التشكيليين على التواجد ضمن تظاهرة ثقافية تحتفي بواحد من الأعلام الذين أثروا الحياة الثقافية السورية كرسالة مهمة للتواصل الحضاري.

من جهته اعتبر الباحث الموسيقي زياد عجان الذي شارك من خلال مقطوعة موسيقية خاصة بالمناسبة أن التراث عامل مهم في تخليد جوانب عديدة في حياة الناس لذلك يجب الحرص على إعادة نشره بين الأجيال المتعاقبة ليبقى متجذراً في ذاكرتنا.

بينما رأى الباحث التشكيلي حسين صقور الذي ألقى محاضرة عن العلاقة التراتبية في العرض التشكيلي أن إحياء ذكرى الأشخاص وتكريمهم مهم جداً كحافز للاستمرار في طريق الفكر والإبداع والمحافظة على استمراريته وتطوره من خلال الأجيال الجديدة التي استوعبت ما قدمه السابقون وتعمل على تقديم شيء جديد له جماليته وخصوصيته.

يشار إلى أن خير الدين الأسدي 1899-1971 علامة ولغوي ومؤرخ له الكثير من المؤلفات من أهمها موسوعة حلب المقارنة وهو أحد مؤسسي جمعية العاديات عام 1924 والتي تهتم بالأوابد والآثار والتراث الشعبي المادي واللامادي.