اليانصيب السوري تاريخ عريق

يانصيب… يانصيب هذا النداء الذي تسمعه دائما من باعة اليانصيب وهم يحملون عدداً من الأرقام المكتوبة على بطاقات تتبعثر لتركن عند مشتريها منتظرة معهم دواليب الحظ التي تتكفل باختيار الرابح وتقديم الجائزة عبر إصدارات سنوية او حتى دورية المهم أن متتبعي تلك البطاقات واصدارات اليانصيب يبقون على صلة بها علّ وعسى أن يضحك الحظ لهم ويحسن من حالتهم لكن كيف تطورت  بطاقة اليانصيب .


حكاية أندر الإصدارات هو يانصيب المنكوبين المصرح بموجب قرار رئاسة الدولة السورية رقم ٦٦٩ والمؤرخ في ٢٣ كانون الأول سنة ١٩٢٦ ويتم السحب في ١١ أيلول ١٩٢٧ وهذا اليانصيب كانت عائداته لاغاثة المتضررين والمنكوبين من الأحداث الواقعة بين الجيش الفرنسي والثوار في سوريا وإصدار خيري كان كامل ريعه لبناء مستشفى لجمعية مقاومة السل في دمشق كإصدار مرخص من الحكومة المحلية بتاريخ ٩ايلول عام ١٩٢٩و السحب جرى وقتها في ٣ كانون الأول عام ١٩٣٠ في مقر الجامعة السورية بدمشق تحت إشراف الحكومة المحلية قد تكون تلك البطاقات بسيطة بشكلها وتصميمها إلا أنها غنية بمضمونها ليطرأ عليها فيما بعد الكثير من التطورات الملحوظة عبر مراحل متقدمة ففي عام ١٩٣٦ اعتُبرت ورقة اليانصيب أول ورقة ترتبط بمعرض دمشق الذي كانت انطلاقته الأولى عام ١٩٣٦ لينقطع بعدها مايقارب العقدين من الزمن ثم يعاود انطلاقته عام ١٩٥٤ باسم معرض دمشق الدولي الأول ليبقى من وقتها ملازما لليانصيب فعندما صدر القانون رقم ٤٠ لعام ١٩٥٥ القاضي بإحداث مديرية معرض دمشق الدولي تضمن تكليفها إصدار يانصيب دوري خاص بالمعرض حيث وفق القانون انذاك يصدق نظام اليانصيب بمرسوم بناء على اقتراح وزير الاقتصاد الوطني انذاك وفتح حساب خاص خارج موازنة المعرض لكل إصدار من إصدارات يانصيب معرض تفيد فيه إيرادات حاصل مبيع أوراق اليانصيب وتسجل فيه مصروفات قيمة الجوائز وسائر النفقات ويصفى حساب كل إصدار بعد مضى أربعة أشهر من تاريخ كل سحب وتؤخذ ايراداته الصافية إلى موازنة المديرية العامة للمعرض وهذا كله استدعى وضع نظام خاص باليانصيب تضبط فيه جميع مراحل إعداد الإصدارات والسحوبات والصرف والتصفية لهذه الاصدارات وعبر مراحل متعددة من انعقاد المعرض رافق اليانصيب تتطور ملحوظ من حيث نوع الورق الذي تطبع عليه البطاقات وقيمة الجوائز وعددها وحتى موضوع الكشف عن البطاقة فيما اذا كانت رابحة ام لا اصبح اليوم إلكترونيا مختصرا الوقت والجهد والانتظار ومشجعا الكثيرين ومع نهاية كل عام ليعبروا عن تفاؤلهم بالعام الجديد ليجدوا في سحب بطاقة يانصيب فرصة لبداية مختلفة تحقق طموحاتهم واحلامهم فكل من يستسلم لصيحات بائع اليانصيب نرجوا لحظه أن يُصيب.

اعداد: مجد حيدر