الصيدلانيه الاعلامية سارة ابو سمرة
يشكل القولون (بالإنجليزية: Colon) آخر 150 سم تقريباً من الجهاز الهضمي، وهو أنبوب يبلغ قطره حوالي 6 سم، ويمتد من الأمعاء الغليظة إلى فتحة الشرج. وتتمثل وظيفة القولون الرئيسية في تخزين المواد البرازية، وتنظيم إطلاقها خارج الجسم. كما يعمل القولون على امتصاص الماء والكهارل من الغذاء المهضوم في المعدة، وبالتالي تصبح مادة البراز أكثر صلابة عند مرورها عبر القولون، كما يقوم القولون بإفراز مادة مخاطية سميكة، تسهّل مرور مادة البراز من خلالها، ويوفر القولون بيئة مناسبة لنمو البكتيريا النافعة، حيث يدخل بعضاً منها في إنتاج بعض من فيتامينات الجسم.[١] وتجدر الإشارة إلى أنّ القولون يُقسم لأربعة أجزاء وهي كالتالي:[٢] القولون الصاعد: (بالانجليزية: Ascending colon) ويمتد الجزء من القولون المعروف بالقولون الصاعد إلى الأعلى في الجانب الأيمن من البطن. القولون المستعرض: (بالانجليزية: Transverse colon) بحيث يمتد القولون المستعرض أفقياً في منطقة البطن. القولون الهابط: (بالانجليزية: Descending colon) يمتد القولون الهابط إلى الأسفل في الجهة اليسرى من البطن. القولون السيني: (بالانجليزية: Sigmoid colon) وهو جزء مقوّس صغير من القولون، يقع قبل المستقيم مباشرة.
القولون وموقعه يُوصف ألم القولون بأنّه أي شعور بألم يعود في أصله إلى وجود مشكلة صحية في أحد أجزاء القولون، أو القولون بأكمله، ويمكن أن ترافقه أعراض أخرى مثل: الإسهال، والإمساك، وانتفاخ البطن. ولكن في معظم الحالات، قد يكون من الصعب تنسيب الألم داخل البطن إلى عضو محدد باعتباره يمكن أن يكون ناشئًا عن أي عضو في التجويف البطني، خاصةً إذا لم تكن هناك أعراض أخرى تساعد على تحديد سبب المشكلة الصحية وتشخيصها.[٣] وبشكل عام يمكن بيان أبرز الأسباب المؤدية للشعور بألم مصدره مشكلة في القولون بحدّ ذاته، وموقع الشعور بالألم الناتج عنه ضمن القولون أو منطقة البطن بشكل عام على النحو الآتي:[٤] مرض القولون العصبي: (بالانجليزية: Irritable bowel syndrome) والذي يُعرف بأنّه حالة مزمنة تسبب آلاماً في البطن مصحوبة بتشنجات، وعادة تكون هذه الآلام متغيرة في الحدة عبر السنين، كما يمكن أن تتحسن الأعراض مع تعلم المصابين كيفية إدارة الحالة والالتزام بحمية غذائية، واستخدام بعض الأدوية حسب إرشادات الطبيب.[٥] وتجدر الإشارة إلى أنّ موقع الألم المصاحب للإصابة بالقولون العصبي غالباً ما يكون في الجهة اليُسرى من الجزء السفلي للبطن.[٤] التهاب القولون التقرحي: (بالإنجليزية:Ulcerative Colitis) وهو أحد أنواع أمراض الأمعاء الالتهابية؛ ويُعدّ مرضاً مزمناً يرافق المصاب طيلة حياته نظراً لعدم وجود علاج شافٍ منه حتى الآن. والعلامة الرئيسية لالتهاب القولون التقرحي هي انحصار الالتهاب في القولون فقط دون أن يشمل أي مناطق أخرى في القناة الهضمية كما هو الحال في مرض كرون، وتجدر الإشارة إلى أنّ التهاب القولون العصبي يسبب ظهور العديد من الأعراض والعلامات على المصاب مثل؛ الألم والإسهال الدموي.[٦] وتجدر الإشارة إلى أنّ موقع الألم المصاحب للإصابة بالتهاب القولون التقرحي غالباً ما يكون في القولون السيني؛ الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة والذي يؤدي إلى المستقيم كما أسلفنا.[٤] مرض كرون: (بالإنجليزية: Crohn’s disease) وهو أحد أنواع أمراض الأمعاء الالتهابية أيضاً، ويمكن أن يسبب التهاباً في أجزاء مختلفة من القناة الهضمية، ومن أعراضه: آلام البطن، والإسهال الشديد، والتعب، وفقدان الوزن، وسوء التغذية. وعلى الرغم من عدم وجود علاج شافٍ من مرض كرون حتى الآن، إلا أنّ العلاجات يمكن أن تقلل إلى حد كبير من أعراضه وتساعد على السيطرة عليها.[٧] وتجدر الإشارة إلى أنّ موقع الألم المصاحب للإصابة بمرض كرون غالباً ما يكون حول سرة البطن أو على الجانب الأيمن السفلي من البطن.[٤] سرطان القولون والمستقيم: (بالإنجليزية: Colorectal Cancer) وهو السرطان الذي يبدأ من القولون أو المستقيم؛ بحيث يحدث عندما تصبح بعض الخلايا التي تبطن القولون أو المستقيم غير طبيعية، وتنمو خارج نطاق السيطرة.[٨] وتجدر الإشارة إلى أنّ سرطان القولون أو المستقيم نادراً ما يسبب الألم.[٤] أعراض ألم القولون ومن الأعراض التي يمكن أن ترافق ألم القولون نذكر الآتي:[٤] الشعور بألم أو تشنج في البطن. المعاناة من الإمساك أو الإسهال. الانتفاخ أو زيادة غازات البطن. علاج ألم القولون في الحقيقة لابدّ في البداية ممن تحديد سبب المشكلة الصحية أو المرض المؤدي للمعاناة من آلام القولون، وعلاجه وفقاً لذلك كما يرى الطبيب مناساً، ومن جهة أخرى هنالك بعض العلاجات المنزلية او الإجراءات الروتينية التي يمكن اتباعها للتخفيف من حدة آلام القولون. ويمكن بشكل عام يمكن تقسيم العلاجات المتبعة للتخلص من آلام القولون على النحو الآتي:[٤] تجنب تناول بعض أنواع الطعام: ويكون ذلك بتجنب تناول الأطعمة التي يمكن أن تتسبب بتهيج القولون، مثل؛ القهوة، واللحوم الحمراء، والكربوهيدرات المعالجة، والأطعمة المقلية. تغيير نمط الحياة: وذلك بالقضاء على السلوكيات التي تؤثر سلباً في صحة القولون، مثل: تدخين السجائر، والخمول وقلة النشاط البدني، والجلوس لفترات طويلة. الحذر عند تناول الأدوية: وذلك بمراجعة الأدوية التي يمكن أن تزيد من تهيج القولون، ومحاولة إيقافها أو استبدالها بأدوية أقل تأثيراً في القولون، وذلك بعد زيارة الطبيب ليصرف الدواء الأنسب. ومن الأمثلة على هذه الأدوية؛ مضادات الالتهاب اللاستيرويدية كالأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) والآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والتي يمكن أن تزيد التهاب القولون وتؤثر في بطانة الأمعاء. تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالألياف: حيث تعمل الألياف الغذائية على تسريع عملية التخلص من البراز والمواد الضارة، مما يساعد على الحد من المعاناة من الإمساك والتهاب القولون. بالإضافة الى أنّ تناول الألياف يقلل الحاجة للشدّ والضغط أثناء عملية التبرز، مما يقلل من خطر الإصابة بالبواسير والفتق (بالإنجليزية: Hernias). ممارسة التمارين الرياضية: وتتمثل بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مما يساعد على الاسترخاء والتخفيف من حدة التوتر. شرب كميات كافية من الماء: وذلك بمعدل لا يقل عن ثماني أكواب من الماء يومياً اجارنا الله واياكم من المرض.