الفلسطينيون في الأراضي المحتلة عام 1948 يسطرون ملحمة صمود بمواجهة (الأبرتهايد) الإسرائيلي

لم تلق مناشدات الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 ومطالباتهم الدائمة للمجتمع الدولي بوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحقهم آذاناً صاغية حيث يستمر الاحتلال بممارسات التمييز العنصري “الأبرتهايد” والتطهير العرقي والاستيلاء على الأراضي وهدم المنازل وتهجير أصحابها عدا عن الإفقار المنظم والتجهيل والتضييق على التعليم باللغة العربية. ومع مطلع العام الجاري بدأت سلطات الاحتلال تنفيذ مخطط للاستيلاء على ما تبقى من أراضي الفلسطينيين في النقب وبدأت تجريف مساحات من أراضي قرية الأطرش التي يقطنها سبعة آلاف نسمة وسط انتشار كثيف لقواتها التي أطلقت الرصاص والقنابل على الفلسطينيين الذين هبوا بصدورهم العارية دفاعاً عن أرضهم ووقفوا نساء وأطفالاً وشيوخاً بوجه جرافات الاحتلال رغم إصابة العشرات منهم واعتقال 130 آخرين كما أن قرية الأطرش واحدة من 35 قرية في النقب مهددة بالتهجير القسري بهدف استيلاء الاحتلال على أراضيها وتهويدها. أهالي النقب الذين يخوضون كما كل الفلسطينيين معركة وجود منذ 74 عاماً ردوا على ممارسات الاحتلال بتأكيد تشبثهم بأرضهم واستمرارهم بالدفاع عنها بوجه محاولات الاحتلال الذي يحاول اقتلاعهم منها وتشريدهم مشددين على أنهم مستعدون للموت ولن يرحلوا حتى لو لم يبق سقف فوق رؤوسهم وسيفشلون كل مخططات الاحتلال الهادفة لتفريغ المنطقة من الوجود الفلسطيني لمصلحة المستوطنين. ممارسات الاحتلال العدوانية بحق أهالي النقب تعيد التذكير بمأساة النكبة التي لا تزال فصولها مستمرة من تطهير عرقي وهدم للمنازل فالاحتلال يحاول الاستيلاء على كل الأرض الفلسطينية ولا يسلم من وحشيته بشر ولا شجر ولا حجر فيما يلتزم المجتمع الدولي الصمت. وتمثل معركة الدفاع عن النقب في مواجهة التهويد جزءاً من معركة الفلسطينيين مع الاحتلال في القدس ونابلس والأغوار والخليل وكل مكان حيث خرج الفلسطينيون في الأراضي المحتلة 1948 بمظاهرات حاشدة كما أقيمت وقفات تضامنية في الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر نصرة لأهل النقب بمواجهة مخططات التهجير القسري والتهويد التي ستفشل أمام صمودهم ومقاومتهم. وأصبحت قرية العراقيب في منطقة النقب رمزا لمعركة إرادة يخوضها الفلسطينيون للحفاظ على الأرض والهوية بمواجهة سياسات التهويد حيث هدمها الاحتلال 197 مرة منذ العام 2000 وفي كل مرة يهدمها يعيد أبناء القرية بناء منازلهم ونصب الخيم مؤءكدين رفضهم مخططات الاحتلال الرامية لتشريدهم من أراضيهم والاستيلاء عليها. القرية الصغيرة بمساحتها الكبيرة بصمود أهلها ضربت أروع صور التحدي لدى الشعب الفلسطيني في وجه آلة البطش الصهيونية وتحولت إلى شاهد لتذكير العالم بحجم الظلم الذي يمارسه الاحتلال بحق الفلسطينيين وبسياسة “الأبرتهايد” العنصرية ضدهم على مرأى ومسمع العالم بأسره. جرائم التمييز العنصري والتطهير العرقي والتهجير القسري التي يرتكبها الاحتلال وتصل إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية توجب على المجتمع الدولي التدخل العاجل لوقفها وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال.. ورغم تخاذل العالم حيال ما يتعرض له الفلسطينيون فإنهم يسطرون ملحمة صمود بوجه جبروت المحتل الطارئ على هذه الأرض وهم الباقون على أمل أن يصحو المجتمع الدولي من غفوته ويعيد الحق لأصحابه.

سانا