إطلاق النار من الخلف .!


                           يونس خلف
أمين السر العام لاتحاد الصحفيين السوريين
 العادة عندما تنفجر أي حرب في أي منطقة أن يبادر مجلس الأمن إلى عقد اجتماع عاجل‏ يكون أول المعروض فيه وقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة‏ ،  وعندما يتم إعتداء على دولة ما يتدخل مجلس الأمن  وهو ما لم يحدث منذ بدء الحرب  العدوانية الظالمة على سورية  ، أما اليوم وبعد كل ماحدث على الأرض السورية من قتل وتدمير وقطع الرؤوس وتهجير المواطنين يأتي من يحاول تمديد إطلاق النار لكن من الخلف  وكأنه يعيش في كوكب آخر أو أنه لا يرى ولا يسمع وربما لا يشاهد ما يحدث .!
ومع انهيار مبادىء الشرعية الدولية التي كان يعتد بها من قبل الشعوب والأمم كافة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا عن مستقبل ومصير القانون الدولي الذي ينظم العلاقات بين مختلف الدول ويحدد طبيعة الأفعال والممارسات والأنشطة التي تقوم في هذا المجال؟
من المؤكد ان هذا القانون بات مهدداً في الصميم ذلك أنه من حيث الجوهر ارتكز على مسألة الشرعية الدولية التي تتجسد في سلسلة القوانين والاتفاقيات والمعاهدات المختلفة التي جرى التوقيع عليها ومصادقتها من قبل المئات من الدول المستقلة والأعضاء في الأمم المتحدة.‏
المؤسسات الدولية من هيئة الأمم، الى مجلس الأمن، الى غيرها من منظمات حقوق الانسان قد عبثت بها  التحالفات  وألغت وجودها  بعد أن انتهكتها الإدارة الأمريكية .
  كيف يتذرع هذا التحالف غير الشرعي والذي كشفت هشاشته مجموعات من داعش وهي  داخل السجن أنه يحارب الإرهاب بينما هو نفسه يعمل على تربية وتسمين وتدريب المجموعات الإرهابية داخل السجون  ويستدعي المرتزقة من كل مكان  ويهدد ويتوعد  للإعتداء على سيادة دول وداخل أراضيها .!
وإذا كان من المفيد التأمل في توزيع الأدوار بين المتآمرين وأدواتهم العميلة إلا إن الحقيقة التي لا يمكن أن تحرقها نيران الحرب هي أن أي عمل عسكري يمكن ان تحققه الحرب العدوانية الاميركية المدججة بأعتى انواع الاسلحة التدميرية لايمكنه أن يوازي هزيمتها السياسية والإنسانية على مستوى العالم بأسره. ‏