أريدكَ و طنا
ربيعهُ خلف شتاءه
وإن كان خريفهُ يؤرقني
وشمس صيفه تحرقني
نجومُ ليله تظللني…
أريدكَ بتلكَ المساحة
هل لكَ احتلالها
إذ أنا رفعتُ راية السلام
ومكنتُكَ ببحريَ الملاحَة
هل ترمي بِمِجذافكَ
جرِّب إن كُنتَ تُجيدُ السِباحَة
أريدكَ
لا لذاتي بل من خلالي
باسقا كشجرة نخيل
علينا تحنو وتميل
من ثمرها نقتاتُ طيباً
ونعيشُ بمداها كبراً جليلاً
ليس الوقت بأن تكون أولا تكون
وأن تحبني بذاكَ الجنون
بل أن تبقى وطناً
في عيونكَ نبعُ يسفي كل العيون
أتمناكَ وطني الصَغير
ولن أرحله بقوى
وأن بدت منكَ .. وغدت محيرَّة
سأبقى كشجرة سنديان
رياحُ الغربانِ لن تقتلعها
لأنيَ بهواكَ الماردة
وأنتَ طفلي حِيناً
وغيمةُ صَيفي أحياناً
ووكرٌ تنام به عصافيري المغرِدة
جرِّب أن تخرج من محرابي
أو تنامَ به عصَا لنُدمائي
سأفرحُ لفرحكَ
و تهنأ بقرةِ عينكَ عيني
لأني لكَ في المدى سراب
تتيهُ إليه بعطشكَ
آويكَ به محملا بالشوق
لتعود معطرا بالطيب
وتُعلِمكَ الأحضان بدفئي
إذ أنا الأم والشقيقة
والرفيقة والعشيقة
أنيَّ أملك المهووس
وحُلُمك البسوس
ووجَعكَ المغروس
وشفقُ غد المزنر بالتهاني
يورثُ عرشَ الهوى
وميراثنا محسود
لأن شراع المُنى طويل
لا تُخفيه النجوى
يراهُ الكثير
ويدفعهُ للسؤدد القليل
أنتَ وحدكَ ما أريد
لا أريدُ ذاكَ السفر
بل ذاكَ القضاء والقدر
بأن تكونَ بأرض حياتي المطر
بقلم رجائي صرصر