معرض ثنائي لعصام درويش ورانيا معصراني

شكل المعرض الثنائي للفنان التشكيلي عصام درويش والنحاتة رانيا معصراني حالة تناغم بأجواء فنية تكاملت فيها الرؤية البصرية بين اللوحة والمنحوتة.

المعرض الذي احتضنته صالة عشتار ضمن فعاليات احتفالية أيام الفن التشكيلي السوري ضم 40 عملاً منها 25 منحوتة للفنانة رانيا من مراحل مختلفة من تجربتها وجاءت المجموعة الأكبر منها تحت عنوان “تدمريات” وهي عبارة عن بورتريهات لنساء من تدمر مع حليهن ونظراتهن المطلة علينا عبر الزمن.

وقدمت معصراني أيضاً أعمالاً تجسد ما مر به السوريون طوال أعوام الحرب حيث نرى جموعا ًتركب طوفا يهيم بها في البحر ووجوها خائفة تنتظر مصيرها إضافة إلى أعمال تمثل رجالاً يرقصون المولوية في أوضاع متنوعة.

أما الفنان درويش فقدم لوحات بتقنيات متنوعة من مراحل مختلفة من تجربته التشكيلية الطويلة والتي يمكن تقسيمها في مجموعتين الأولى تنتمي لفترة ما قبل الحرب وتضم لوحات بتقنية التنقيط مصوراً من خلالها مشاهد من الطبيعة ومن داخل الغرف حملت أسئلة وجودية عن العلاقات ومشاهد حب وانتظار.

أما مجموعة ما بعد الحرب تبرز فيها تعابير الناس المصدومة مما يجري وهي أعمال أطلق عليها الفنان اسم “وجوه عربية معاصرة” وتصور مدى الذهول والإحباط والخوف والحزن والاستنكار وعدم تصديق ما يجري أمامها من ويلات.

وعن المعرض والاحتفالية قال الفنان درويش في تصريح لـ سانا: “فعالية أيام الفن التشكيلي السوري أصبحت تقليداً سنوياً ولا سيما أنها تقام هذا العام تحت عنوان 10000 وهو عمر أقدم أثر فني مكتشف في سورية والذي يمثل وجه إنسان أخذ منه الفنان عبد الناصر ونوس فكرة تصميم الاحتفالية”.

وأوضح درويش أن الاحتفالية تضم معارض فنية بجميع الصالات العامة والخاصة على امتداد سورية ومسابقات في الرسم والنحت والملصق الإعلاني وندوات في مواضيع متنوعة حول الفن التشكيلي مع تكريم فنانين من أصحاب الإنجازات الفنية المهمة من الأحياء والراحلين.

وختم بالقول: “وجود هذا النشاط السنوي الاحتفالي هو إضاءة قيمة عن المستوى الذي يزداد ألقاً للفن التشكيلي السوري في مسيرته المضيئة التي تجاوزت الصعاب والمآسي التي حلت بسورية وأثبتت القوة الخلاقة للفن والفنانين السوريين”.

ويستمر هذا المعرض لغاية الـ 30 من شهر كانون الأول الجاري