اختارت المهندسة الزراعية هند الذيب هنيدي حرفة تصنيع المشغولات اليدوية المتنوعة من القش أو قصل القمح ضمن مشروعها متناهي الصغر الهادف لإعادة إحياء هذه الصناعة التراثية وحمايتها من الاندثار.
هند 52 عاماً روت خلال حديثها لمراسل سانا كيف اكتسبت هذه الحرفة قبل نحو عشرين عاماً بعد خضوعها لدورة في مجال تصنيع أدوات القش ومساعدة أمها وخالتها التي كانت تعمل في هذا الميدان إلى أن تطور عملها تدريجياً وتحولت فيما بعد من نطاق الهواية إلى العمل والإنتاج.
الأواني والأطباق والسلال والأباريق وما يسمى “القفف” وغيرها من الأشكال تصنعها هند في منزلها بقرية المجدل بريف السويداء الغربي حيث تجد متعة في تطويع القصل أو القش وتحويله إلى أدوات لأغراض متعددة كما ذكرت.
ما يسمى “بالمسلي” هي الأداة الوحيدة التي تستخدمها هند في عملها مبينة كيف تقوم باختيار القصل الطويل ونقعه بالماء لمدة 5 إلى 6 ساعات ثم لفه بقطعة قماش لمدة لا تتجاوز يومين وسحبه وترطيبه قبيل العمل تباعا مع رسمها في ذاكرتها للنقوش المطلوبة ثم تطبيقها على القطع التي تصنعها.
لم تقبل هند أن تكون الصعوبات عقبة في طريق مشروعها فعملت على تجاوز مشكلة الحصول على المادة الأولية وارتفاع أسعارها بزراعة 500 متر بالقمح المروي ضمن حديقة منزلها للاستفادة من القصل الطبيعي الناتج ثم تلوينه بصبغات يتم مزجها بطريقة مدروسة تخدم عملية التصنيع.
وتشارك هند بمختلف المعارض داخل المحافظة وخارجها بهدف نشر ثقافة إحياء التراث والحفاظ على هذه الصناعة اليدوية القديمة وإظهار فوائدها ومزاياها في حفظ الأشياء أكثر من الأدوات البلاستكية المستخدمة في وقتنا الحالي كما تقدم العديد من القطع المنتجة كهدايا للأصدقاء حتى تظل شاهداً على حياة الأجداد الممزوجة بالكد والتعب والجهد والاستفادة من خير الأرض.
حرفة الجدات كما أسمتها هند تحملها مسؤولية وتجعل لديها استعداداً لتدريب الفتيات عليها بشكل مجاني تماشيا مع وجود طموح لديها لافتتاح صالة عرض كبيرة خاصة بهذه المشغولات التراثية.
وهند وفقاً لإحدى المتابعات لعملها المهندسة بثينة قطيش تمتاز بتقانة عملها ودقته وجمالية استخدام النقوش وترتيب الألوان في القطع التي تصنعها مؤكدة أهمية مشروعها لتذكير الأجيال الحالية بالصناعات التراثية والتي تعد بالوقت نفسه صديقة للبيئة.
سانا