مسرحية (ميجنا الحب وطناً) جديد الأديب داود أبو شقرة

تلتبس الأحاسيس الخفية بمشاعر الانتماء بمختلف صوره في المسرحية الصادرة حديثاً للأديب داود أبو شقرة تحت عنوان (ميجنا الحب وطناً) مقدماً عبرها ثنائيات متصارعة تهدف إلى تفتيت بنية المجتمع.

وفي المسرحية تظهر الحرب النفوس على حقيقتها فتتجوهر معادن المرء وتصهر الأدران وتسقط الشوائب لتظهر حقائق الأشياء.

عنوان المسرحية اتسم بعدم الوضوح ويمكن البدء بفك طلاسم رموزه منذ عتبة العنوان الأول (الحب وطناً) حيث نصب كلمة وطن لكونها المفتاح الأول لاكتشاف طرفي معادلة بأن الحب هو الوطن.

وفي الكتابة كل الاحتمالات مشرعة من خلال سطور المسرحية عبر الانصهار في الحب الإنساني العابر لحواجز الدين واللغة والانتماء الحدودي.

تبدأ الأحداث بسماع الأخبار العاجلة في بيت بمدينة حلب يطل على ثانوية أبي العلاء المعري خلال الحرب على سورية وأمامها ساحة صغيرة تحولت إلى مقبرة تحت وطأة ما تلقاه المدينة على يد الإرهاب حيث تدور أحداث المسرحية.

لكن التحولات التي تحدث خلال محاولات الإرهابيين محاصرة حلب وقطع المؤن عنها يجعل بطلة المسرحية ميجنا الأرمنية ولينا السورية أمام تداعيات حياتية جديدة تشمل الحب والزواج والمشاكل وغير ذلك من أحداث دارت في سورية وأرمينيا.

وتتحدث المسرحية بلغة رشيقة وبسيطة شملت ما يدور في الحرب وما قبلها وخاصة الأحداث الخطيرة التي تعرض لها ابن ميجنا ومواجهة صعوبات العيش ولا سيما أن ميجنا عادت من أرمينيا بعد سفرها وجاءت بأمها معها كحدث مهم.

ينسجم القارئ مع المسرحية ولا سيما حين تسافر ميجنا إلى يريفان من مطار حلب لترى أمها مستخدماً أبو شقرة أسلوباً فنياً مشوقاً.

في المسرحية تكتشف ميجنا مدى تعاطف الجميع معها بعدما أن أشاعت تعرض ابنها للخطف فبدأت تتقبل فكرة العيش مع محيطها الجديد وترى أن الحب يمكن له أن ينشأ بين الإثنيات مهما بدا الاختلاف بينها.

يذكر أن الكتاب من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب وللمؤلف كتب في أغلب الأجناس الأدبية ترجمت كتب إلى الإنكليزية والفرنسية والإيطالية ومسرحية (الحب وطناً) التي تترجم إلى الأرمنية.