تضمن الحوار الذي أقيم على مسرح دار الكتب الوطنية بحلب آراء نخبة من الكتاب والأدباء والصحفيين والمدونين الفرنسيين حول الحرب على سورية وما تعرضت له من تضليل إعلامي بهدف تزوير الحقائق.
وفي مستهل الحوار الذي أقيم بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب أعرب الدكتور بيير ايمانويل تومان الأستاذ في علوم الجغرافيا السياسية عن ألمه للدمار الذي خلفه الارهاب في مدينة حلب موضحاً أن الحرب التي قادتها دول استعمارية استهدفت السوريين ووطنهم ولكنهم انتصروا بمساعدة الحلفاء والأصدقاء حيث سيذكر التاريخ تضحياتهم وما عانوه من ألم.
الكاتب جان ميشيل فيرنوشيه أوضح أن الهدف من هذا الحوار وضع خطة عمل حقيقية للمساهمة في صمود الشعب السوري مشيراً إلى أن الحرب على سورية ليست عسكرية فقط وإنما إعلامية واجتماعية صورت هذه البلاد بطريقة مشوهة ومارست التضليل الإعلامي على الشعوب الأوروبية.
وأكد فيرنوشيه ضرورة تصحيح هذا الخلل ومساعدة سورية على متابعة الانتصار العسكري بانتصارات في الحرب الاقتصادية والاجتماعية والإعلامية مشيراً إلى أن الحكومة الفرنسية تائهة بين يدي الدول الكبرى ولكن القوى الفاعلة في الشعب الفرنسي وقفت إلى جانب سورية وشعبها وتدعمه.
ورأى ايف بيرو اللواء المتقاعد في الجيش الفرنسي أنه ليس سهلاً أن تكون بلاده طرفاً في الحرب على سورية التي بدأت منذ عام 2011 وامتهنت الحكومات الغربية من خلالها النفاق والكذب على الشعوب بهدف تضليلها لافتاً إلى أنه قدم اليوم إلى حلب ليكون فكرة بنفسه عن الواقع وليس كما تصوره وسائل التضليل الإعلامي.
وأعرب آلان بيير تيزيو الكاتب والباحث والصحفي عن أسفه لمشاركة بلده في تدمير سورية وبث الأوهام عبر الإعلام للشعوب مؤكداً أن للشعبين السوري والفرنسي عدواً واحداً هو الإرهاب لكن حكومة بلاده لم تقاومه في حين وقفت بوجهه سورية وانتصرت عليه قائلا إن أنظمة الغطرسة في العالم تستطيع أن تفعل ما تريد لكنها لا تستطيع أن تطفئ شمعة الأمل والإصرار على الصمود.
وقالت ماري بومييه ناشطة ومناهضة للصهيونية إن الحكومة الفرنسية محكومة الآن لـ “إسرائيل” العدو الشرس الذي يستخدم كل وسائل الغش والكذب والخداع والذي يجب التصدي له مبينة أن الهدف من زياتها المشاركة في الإعلان عن موقف النخبة الفرنسية المثقفة الداعمة لسورية من مدينة حلب لكونها مركزاً حضارياً عريقاً.
وأكدت ضرورة الإضاءة على ميزات هذه المدينة ضمن برنامج ثقافي سيتم العمل عليه قريباً وهو نشر باقات من الأدب والشعر المقاوم الذي ولد من رحم الحرب في سورية باللغتين السورية والفرنسية بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب.
وأشار ايمانويل لوروا المستشار الإقليمي والدولي إلى التطور الكبير الذي شهدته مدينة حلب في مجال إعادة الإعمار خلال فترة قصيرة حتى تعود كما كانت سابقا مؤكداً أهمية انتصار حلب على الاستعمار والذي يعتبر انتصاراً تاريخياً على أكثر من 100 دولة دفعت المال وأرسلت العتاد لتدمير سورية.
وفي تصريح لمراسلة سانا وصف محمد ابراهيم العبد الله رئيس فرع حلب لاتحاد الكتاب هذه الزيارة بالمبادرة الإيجابية باستضافة شخصيات فرنسية بهدف الوقوف إلى جانب الحق في سورية وإلى جانب حكومتها في الدفاع عن أرضها وشعبها.
وأكد الرحالة والكاتب عدنان عزام مدير الفعالية أهمية هذه الحوارات للتواصل مع المثقفين حول العالم للوقوف على حجم الدمار والخراب الذي أحدثته الحرب على سورية.