لإعادة إحياء التراث.. مشغل نسائي لتدوير الأقمشة في السويداء

بين إعادة تصنيع ما يعرف قديما بـ “فجة الخرق” بطريقة حديثة وتدوير الأقمشة غير الصالحة للاستخدام للاستفادة منها مجددا تدور عجلة عمل مشروع مشغل صغير يوفر فرص عمل لعدد من السيدات بالسويداء.

المشروع يعتمد تشغيله على مجموعة أدوات تشمل السنارة القديمة والنول التقليدي ونول المسامير والمغزل وتعمل فيه حاليا خمس سيدات بحسب صاحبة فكرته خلود هنيدي التي أوضحت خلال حديثها لمراسل سانا أنه انطلاقاً من كون صناعة ما يعرف بـ”فجة الخرق” الحاضرة في الذاكرة أصبحت شبه مندثرة وتحتاج لإعادة إحيائها كجزء من التراث المحلي خاصة مع عودة الحاجة لها لفرش المنازل لدى بعض الأسر ومنها التي وفدت إلى المحافظة في ظروف الحرب وذلك بعد ارتفاع أسعار السجاد والموكيت وعدم قدرة الكثيرين على اقتنائهما.

وأضافت هنيدي إن المشروع يحمل جوانب بيئية مهمة عن طريق إعادة استثمار الأقمشة غير الصالحة للاستعمال بدلاً من رميها وقد جرى تطوير العمل فيه بتصنيع العديد من قطع الأقمشة التي تستخدم للزينة ضمن الصالونات والمضافات.

وتعمل المسؤولة عن المشروع حنان رضوان على النول التقليدي الذي كانت فكرته مغروسة في ذاكرتها منوهة بأهمية المشروع في مساعدة السيدات العاملات فيه لتحقيق دخل مساعد لتأمين جزء من احتياجاتهن في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.

السيدات العاملات بالمشروع يسوقن إنتاجهن في المعارض والبازارات والفعاليات الاقتصادية ووسائل التواصل الاجتماعي مع طموحهن للتوسع ونشر ثقافة إعادة تدوير الأقمشة وتدريب الراغبات بالعمل في هذا الميدان حيث تقضي منال مسعود جواً أسرياً جميلاً مع الاخريات وتعمل على السنارة لتحقيق دخل يعينها على صعوبات الحياة فيما بينت إيمان عساف التي هجرت من حمص قبل 10 سنوات في ظروف الحرب أن المشروع حقق لها ارتياحاً نفسياً كما عرفها بالتراث المحلي لمحافظة السويداء.

ما تقدمه السيدات العاملات بالمشروع يعكس إمكانيات المرأة السورية وإبداعاتها وقدرتها على العمل والإنتاج وتحدي أصعب الظروف.

سانا