في ذكرى الانتصار… بفكر وثقافة أهلها حلب هزمت ظلام الإرهاب

لم يستطع ظلام الإرهاب التكفيري التأثير على الحراك الثقافي في حلب رغم ما لحق منابرها العلمية والأدبية طوال سنوات الحرب من أضرار فواجه مثقفوها وأدباؤها وفنانوها الفكر الإرهابي بإصرارهم على الاستمرار في إحياء الندوات والمحاضرات والمهرجانات الأدبية والمعارض الفنية مؤكدين تمسكهم بحضارة مدينتهم الموغلة في القدم.

ومع حلول ذكرى انتصار حلب يستذكر مدير ثقافة حلب جابر الساجور كيف انبرى مثقفو هذه المدينة للدفاع عنها كرديف للجيش العربي السوري حيث قاموا بإصدار مجلة الشهباء الثقافية التي كانت المطبوعة الوحيدة في حلب إضافة إلى الفعاليات المتنوعة في المراكز الثقافية التي بدأت تشهد تعافياً ملحوظاً وعودة الألق إليها وسط تعاون كامل مع المؤسسات والمديريات والجهات المعنية بالشأن الثقافي بالمحافظة.

ورغم تأثر الحركة الثقافية في ريف حلب بالحرب حيث دمر الإرهاب 30 مركزاً ثقافياً من أصل 36 إلا أن المؤسسات أخذت على عاتقها احتضان الإبداع وصونه إذ يؤكد الساجور أن دار الكتب الوطنية التي تحتوي 100 ألف وعاء معرفي تحولت إلى محج للمثقفين والأدباء ومثلها المركز الثقافي في حي العزيزية والذي يضم بدوره 70 الف كتاب ودورية ومجلة.

ويشير مدير الثقافة إلى أنه مع تحرر حلب من الإرهاب تمت اعادة تأهيل أربعة مراكز ثقافية في دير حافر ودار الكتب الوطنية والمرحلة الأولى من تأهيل مديرية الثقافة في حي السبع بحرات ومسرح المركز الثقافي في حي العزيزية وفي المرحلة المقبلة سيتم العمل على تأهيل مسرح المديرية والقسم الاداري وتأمين التجهيزات اللازمة لإعادة انطلاق النشاط الثقافي بشكل كامل.

ومنذ عام 2019 وفقاً للساجور تمت تسمية حلب عاصمة للثقافة السورية واحتضنت مراكز المدينة العديد من الفعاليات والمهرجانات الأدبية والمسرحية والموسيقية من ورشات عمل خاصة بالطفولة المبكرة بالتعاون مع مديرية التربية.

كما أقيمت أيضاً مواسم للأيام الثقافية أضحت عرفاً لدى الجمهور منها ما يخص الأفلام السينمائية والمعارض الفنية والتشكيلية والتصوير الضوئي والكتاب الذي تدعمه وزارة الثقافة ويقدم بأسعار رمزية.

ولأن للمسرح في حلب عشاقه الكثر شهد في العامين المنصرمين نشاطاً ملحوظاً عبر مهرجانات مسرحية للشباب ولعروض المونودراما وللشبيبة إضافة إلى سهرات عن أبي خليل القباني مؤسس المسرح السوري والعربي.

ويؤكد مدير الثقافة أن هناك مسؤوليات كبيرة للنهوض بالعمل الثقافي وتعزيز التعاون والتشاركية مع كل الجهات الرسمية والأهلية من جمعيات أدبية تعنى بالشأن الثقافي ورفع الذائقة الفنية والفكرية في المجتمع بشكل عام لافتا الى ضرورة مواجهة الحرب الفكرية الهادفة الى قطع جذور جيل الشباب مع تاريخ اجداده وما يكتنزه من عراقة وتراث وأصالة.

كاميرا سانا رصدت أعمال إعادة التأهيل والترميم ضمن مبنى مديرية الثقافة في منطقة السبع بحرات الذي تضرر جراء الإرهاب حيث تحدث المهندس خلدون اسكيف رئيس القسم الفني في المديرية عن أعمال الترميم التي تشمل الواجهات الأمامية الحجرية وترحيل الأنقاض وتنفيذ الأعمال الخشبية والكهربائية حيث تم الانتهاء من العقد الأول بقيمة 75 مليون ليرة سورية.

ولفت اسكيف إلى أنه يتم حالياً الإعداد لدراسة ترميم المسرح الذي يتسع لأكثر من 600 شخص وقاعة الشرف والمبنى الخلفي ضمن العقد الثاني بقيمة تبلغ نحو المليار ليرة وتشمل المرحلة الثالثة أعمال ترميم وتأهيل دار رجب باشا الممتد لمبنى الثقافة والمرحلة الأخيرة تجهيز المبنى بالكامل.