حين تجتمع الدول قاطبة.. إسرائيل تعبث

عودة العرب سياسيا إلى عاصمة الياسمين أمرٌ يسر الخاطر، ومن بوابة الخليج إلى دمشق عبر الأردن، ومن ثم دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر. لا شك أن الحلقة سوف تكون مكتملة، وإن كانت هذه العودة نتيجة ما افرزته حرب السنوات العشر، والتي انتهت بانتصار سوري صريح، إلا أن ما يحكم هذه العودة هو جملة التطورات العالمية، من جانب آخر تطورات تحكمها المصالح الخاصة بكل حلف وأحيانا لكل دولة، ولعل اول من حسم أمره اوروبيا هو الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي أصدر قرارا بتعيين بريجيت كورمي مستشارة للشؤون الخارجية وسفيرة لفرنسا في سوريا. والجدير ذكره أن كورمي شغلت منصب سفيرة لبلادها في ليبيا بين عامي 2016 – 2018 والسؤال: هل هذا القرار يعكس تغييرا في السياسة الفرنسية تجاه دمشق؟
مؤشرات كثيرة تقول ان الواقع الفرنسي المحلي ربما شكل جزءا من مسببات إطلاق القرار، كاقتراب نهاية عهد ماكرون، وقد أراد استباق الوقت ليكون الاسم جاهزا بعد زوال كل الخلافات، او معوقات افتتاح السفارة، مشيرين هنا إلى أن دمشق نفسها يبدو أنها لم ترحب بالقرار حتى اللحظة، ولم تبدِ اي قبول له، فالتواصل ببن الحكومتين مقطوع عمليا وكليا، رغم أن فرنسا ترغب حقيقة في أن يكون لها حضور في سوريا من خلال التمثيل الدبلوماسي، علما أن دول الاتحاد الأوروبي بدأت تدريجيا بالعودة إلى سوريا، حيث كانت البداية من الدولة الجارة (قبرص)، وتعتبر تشيكيا الدولة الوحيدة التي ابقت سفارتها مفتوحة خلال سنوات الحرب.

من الواضح أن الجمهورية العربية السورية لم تمنح هذه المرة ثقتها للاوروبيين، خاصة من تورط مباشرة بدعم الإرهاب وبأكثر من شكل، ولا شك أن عنوان المرحلة القادمة سوف يكون «تغيير السياسة الغربية تجاه سوريا» ولكن اللافت أن اجتماع التحالف الدولي في بروكسل ضد «داعش»، واستعراض عبارات الحزم باتجاه حسم هذا الملف، لم يمر على السوريين مرور الكرام، فالمجتمعون لردع «داعش» والتخلص منه، هم أنفسهم من جلسوا خلف تلك الطاولات المستديرة ودعموهم تحت مسميات عديدة، ومنها المعارضة حتى اختلط الحابل بالنابل، هذه الدول التي باركت قانون تجويع الأطفال، وحرمان شعب بأكمله من كل مفردات الحياة اليومية بما فيها الدفء والدواء والكهرباء.

ومؤخرا صدر بيان عن اجتماع بروكسل، الذي ضم ممثلين عن جامعة الدول العربية، ومصر والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا والعراق والأردن والنرويج وقطر والسعودية وتركيا، وبحسب البيان، فقد عبروا عن دعمهم لوحدة سوريا وسلامة اراضيها ومكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ودعم تنفيذ جميع جوانب قرار مجلس الأمن الدولي 2254 بما في ذلك الوقف الفوري لاطلاق النار على المستوى الوطني وإيصال المساعدات دون عوائق وبشكل آمن.

إذاً ماذا يعني أن تضرب المدللة إسرائيل مرفأ اللاذقية بعد البيان الدولي بيومين ومن دون أدنى إدانة من كل المجتمع الدولي؟ خاصة أن الهدف كان مركزا للمساعدات الغذائية.

بالمناسبة السؤال ليس برسم أحد.

فخري هاشم السيد رجب

https://alqabas.com/article/5871055