ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشدة بسياسات الولايات المتحدة التي تعتمد التدخل العسكري في الدول الأخرى مبيناً أنها تشكل تجاهلاً سافراً للقانون الدولي وحمل واشنطن مسؤولية تدهور الوضع في أوروبا في الفترة الأخيرة.
ونقل موقع روسيا اليوم عن بوتين قوله في كلمة له خلال اجتماع موسع لقيادة وزارة الدفاع الروسية في موسكو اليوم إن “الولايات المتحدة تلتزم بقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة عندما يكون ذلك مفيداً لها لكنها تتناسى ذلك على الفور إذا كان لا يتوافق مع مصالحها” مضيفاً إن “مثل هذه التلاعبات أصبحت مزعجة”.
وانتقد بوتين تدخل الولايات المتحدة العسكري في سورية دون موافقة مجلس الأمن الدولي بزعم محاربة الإرهاب قائلاً “كيف دخلوا سورية؟ هل بموافقة مجلس الأمن الدولي؟ كلا.. إنهم يتصرفون على هواهم”.
وأشار بوتين إلى الحجج الواهية التي ساقتها واشنطن وحلفاؤها للتدخل العسكري في العراق ويوغسلافيا السابقة وقال “دخلوا العراق بحجة تطوير أسلحة الدمار الشامل ودمروا البلاد وأوجدوا بؤرة للإرهاب الدولي ثم تبين أنهم أخطؤوا ولم يكن هناك أسلحة دمار شامل” مضيفاً “تبريرهم هو أن مخابراتهم خذلتهم”.
وتساءل بوتين “من أعطى الولايات المتحدة الحق في توجيه ضربة لمدينة بلغراد وهي عاصمة أوروبية؟ لا أحد.. لقد قررت ذلك بنفسها بكل بساطة بينما تراكض من يدورون في فلكها من خلفها وهم ينبحون بصوت خافت” في إشارة إلى قصف واشنطن وحلفائها للعاصمة اليوغسلافية السابقة في أواخر التسعينيات من القرن الماضي.
وحمل بوتين الولايات المتحدة مسؤولية تدهور الوضع في أوروبا في الفترة الأخيرة مشيراً إلى انسحاب واشنطن من مختلف المعاهدات الدولية الخاصة بالاستقرار الاستراتيجي وسعيها إلى توسيع حلف الناتو.
وأكد الرئيس الروسي أن قيام الولايات المتحدة بتسليح أوكرانيا وحثها على مواجهة روسيا يخلق تهديدات خطيرة للأمن القومي الروسي مشدداً على عدم تراجع روسيا أمام هذه التهديدات.
وقال بوتين “ماذا تفعل الولايات المتحدة الآن على الأراضي الأوكرانية الواقعة على عتبة دارنا؟ يجب أن يفهموا أنه ليس لدينا مكان لمزيد من التراجع”.
وتابع بوتين “لا توجد أسلحة فرط صوتية لدى الولايات المتحدة حتى الآن لكننا نعرف متى سيمتلكونها.. هذا أمر لا يمكن إخفاؤه ويوماً ما سيسلمونها إلى أوكرانيا.. هذا لا يعني أنهم سيستخدمونها غداً لأنه يوجد لدينا صواريخ (تسيركون) وليس لهم مثلها بعد.. لكن تحت هذا الغطاء سيسلحونهم وسيدفعون متطرفين من الدولة المجاورة باتجاه روسيا”.
وتقود الولايات المتحدة حملة دعائية وسياسية غربية تتهم روسيا بحشد قواتها على الحدود مع أوكرانيا وذلك من أجل تبرير توسع حلف الناتو باتجاه الشرق ونشر الصواريخ النووية على مقربة من الحدود الروسية