ارتبطت الهند بذاكرة من زارها بالجمال والسحر والعوالم المجهولة التي تبعث في زوارها الدهشة والمتعة وهو ما حصل مع الدكتور طالب عمران وجسده في كتابه بوابات الأسطورة استكشاف الهند الذي يحاول عبره نقل مشاهداته للقارئ بأسلوب مشوق وفريد.
الكاتب حاصل على شهادة دكتوراه في الهندسة التفاضلية والفلك من الهند يدعو من خلال كتابه القارئ لجولة في أصقاع الهند حيث عاش في عمق عوالمها بين الهاريجان المنبوذين والبراهمان الطبقة العليا الموسرة مبيناً أنه قد تتشابه المدن والقرى في الشكل لكن العمق يختلف والكل يلتقون في سعيهم نحو سعادة مجهولة في الالتحام مع المعتقدات التي ظلت مسيطرة عليهم آلاف السنين دون أن تؤثر فيهم حضارة مادية فاقت في تطورها كل الحضارات السابقة.
الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب ويقع في 235 صفحة يتألف من قسمين الأول حمل عنوان أسفار الكشف والثاني ملامح في الأدب والثقافة الهندية حيث يتنقل عمران بين آغرا الشامخة بآثارها إلى تاج محل قبر ممتاز حبيبة شاه جهان مستعرضاً تفاصيلهما التاريخية ليفرد في مكان آخر حيزاً لجيبور مدينة المهراجات والتجار والتحف والقلاع والمعابد والتطهر بمياه الغانج.
وانتقل الدكتور عمران بحديثه إلى اليغار المدينة المزدحمة المنطوية على ملايين البشر الذين يكدحون في سبيل لقمة العيش وبومباي رئة الهند البحرية في التجارة والسياحة وأسواق المال وكلكتا مدينة العشرين مليون نسمة والعاصمة الثقافية للهند إلى مدراس عاصمة الجنوب بشاطئها الساحر وأشجارها العملاقة طويلة العمر.
ويتوقف الدكتور عمران عند مدينة كشمير أجمل مناطق العالم بأوديتها وبحيراتها وينابيعها وسفوحها الممتدة من الهيمالايا حتى عواماتها المنتشرة فوق البحيرات والأنهر بتراص وجمالية لافتين للنظر.
ولكل مدينة في الهند وفقاً للدكتور عمران سحرها الخاص وشكلها وعمقها ولكل ولاية من ولاياتها الـ26 لغتها وكتابها وأدبها وفنها موضحاً أن شعوبها متباينة في اللغة متكاتفة في انتمائها للهند رغم كل الفتن الخارجية لزرع الشقاق ووالحض على الانفصال.
يذكر أن الدكتور طالب عمران من مواليد 1948 حاصل على دكتوراه في الهندسة التفاضلية والفلك من جامعة عليكرة الهند وهو أستاذ في كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق وله أكثر من 115 كتاباً في مجال الدراسات العلمية وروايات وقصص الخيال العلمي.