بسلاح العلم والعمل تجاوز الشاب حسام تركي العسراوي من محافظة السويداء ظروف الإعاقة بأطرافه السفلية التي رافقته منذ سنوات طفولته ليكتب قصة نجاحه ويقدم نموذجا لإنسان تحدى ظروفه الصحية بعزيمته وإصراره على التميز وترك أثر إيجابي بين أبناء مجتمعه.
حسام 31 عاماً روى خلال حديثه لمراسل سانا كيف نجح بتشجيع أهله من الدراسة بالمرحلة الإبتدائية في قريته الهويا بريف السويداء الجنوبي الشرقي ثم متابعة دراسته الإعدادية والثانوية بمدرسة الأمل الداخلية للمعوقين بدمشق وصولا لدراسة علم الاجتماع بكلية الآداب بالسويداء والتخرج منها عام 2018.
وأشار حسام إلى أن دراسته لعلم الاجتماع جاءت بناء على رغبته كونها الأقرب بالنسبة له ولتعامله مع المجتمع بشكل يومي وتتماشى مع سعيه دائما لتحليل المشاكل ومعالجتها حيث يقدم اليوم العديد من النصائح للأشخاص في هذا الإطار.
ويعتبر حسام الشهادة التي حصل عليها سلاحا بيده ولا تتعارض مع توجهه للعمل بالمجال التجاري الذي نشأ وترعرع فيه مع والده تاجر المنتجات الزراعية.
وبين حسام أنه بدعم والده ووجود خبرة لديه بعمله في مشغل ومشحم للسيارات سابقا أحدث محلا بالمنطقة الصناعية بمدينة السويداء لبيع البطاريات والزيوت المعدنية وقطع السيارات وتمكن من افتتاح فرع ثان بالمدينة حيث يعمل يوميا لمدة 12 ساعة في سبيل تحقيق مصدر دخل يعينه على إعالة أسرته المكونة من زوجته وثلاثة أبناء.
“الإعاقة لا تقف عائقا أمام أي طموح واخترت طريقا لتحييدها بما يتناسب وقدرتي على العمل” هذا ما قاله حسام الذي يحمل طموحات مستقبلية منها إنشاء مؤسسة تربوية تعليمية خاصة يوظف فيها إمكانياته العلمية الأكاديمية مع متابعته لأبنائه والسعي لتحقيق الاستقرار المادي والمعنوي لهم للوصول إلى أهدافهم.
وحسام وفق الشاب علاء السايح صاحب أحد المحال بالمنطقة الصناعية رجل مكافح تحدى ظروف إعاقته وترك بصمة مميزة بعمله وبتعاملاته التجارية وشكل نموذجاً لشخص من ذوي الإعاقة يحتذى به.
سانا
