كيف تدعم المنظمات الأهلية والحكومية المرأة المعنفة؟

وسط جائحة كورونا التي تسببت بزيادة الإبلاغات عن تعرض النساء للعنف تعود حملة 16 يوما لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي هذا العام لتذكر بضرورة نشر ثقافة مناهضة العنف ضد المرأة وحماية النساء منه وإعادة تأهيل المعنفات.

وحسب أرقام هيئة الأمم المتحدة للمرأة فقد أبلغت بعض الدول عن تعرض اثنتين من كل ثلاث نساء لشكل من أشكال العنف منذ بدء الجائحة مقارنة بواحدة من كل ثلاث نساء سابقا لتشكل الحملة الدولية التي تنطلق في الـ 25 من تشرين الثاني من كل عام وتنتهي في العاشر من كانون الأول فرصة لتجديد التعريف بمخاطر العنف ضد المرأة الذي يصنف كأشد أشكال التمييز.

وفي سورية تتشارك مؤسسات حكومية وأهلية ببرامج مختلفة لحماية المرأة من العنف وتمكينها بمختلف المجالات وإعادة تأهيل النساء المعنفات وستشارك ضمن الحملة هذا العام ببرامج توعوية متنوعة تحت عنوان “السلامة للجميع .. العنف القائم على النوع الاجتماعي غير مقبول”.

وتقدم الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان عبر وحدة حماية الأسرة التي افتتحت في 2017 خدمات متكاملة للنساء المعنفات اجتماعية وصحية ونفسية وقانونية وتدريب مهني وتعليمي وإقامة مؤءقتة لا تزيد على ستة أشهر ليصار إلى متابعتهن لاحقا بشكل يساعد على إعادة دمجهن بالمجتمع والتواصل مع أسرهن كما أوضحت مديرة القضايا الأسرية رنا خليفاوي في الهيئة لمندوب سانا.

وتستوعب وحدة حماية الأسرة وفق خليفاوي أكثر من 90 حالة من النساء والأطفال وتقدم عددا من الخدمات للنساء من مختلف الأعمار من اللواتي لا يحتجن إقامة خارج أسرهن وذلك عبر المركز الأسري بالوحدة الذي يحتوي على عيادات خارجية ويقدم خدمات الدعم النفسي الاجتماعي والمشورة القانونية عبر فريق اختصاصي من مديري حالة ومقدمي رعاية وأطباء نفسيين وأطباء أطفال ونسائية.

وتعمل الهيئة حاليا وفق خليفاوي على نظام إدارة الحالة بشكل مركزي مؤتمت يدرس مسارات الحالة والخدمات التي قدمت لها يربط بين وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومختلف الجهات المعنية بالمحافظات حيث تسجل الحالات مع الحفاظ على السرية وتتابع وفق خطة عمل وهو في طور التجريب بمنطقتي التل ودوما.

ومن الجمعيات الناشطة بمجال مناهضة العنف ضد المرأة خصصت جمعية تنظيم الأسرة السورية 15 مركزا لتنمية المرأة بمختلف المحافظات تعرف بـ “المساحات الآمنة” تقدم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي وإدارة الحالة المعنفة وتوجيهها وفق مديرة المراكز بالجمعية ربا لقمشها.

وبينت لقمشها أن مراكز تنمية المراة تنفذ خدماتها بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان وتنفذ دورات تدريبية للنساء من مختلف الأعمار في اللغات والحاسوب وأخرى مهنية كتعليم الخياطة والحياكة والحلاقة بهدف تمكينهن اقتصاديا.

وإلى جانب مراكز تنمية المرأة لفتت لقمشها إلى وجود 17 فريقا جوالا موزعة في عشر محافظات تقدم خدمات المشورة النفسية والاجتماعية إلى جانب خدمات صحية مجانية عبر عيادات متنقلة مشيرة إلى أن الجمعية خلال حملة 16 يوما قامت بعدد من الأنشطة التوعوية التي تعزز ثقافة رفض العنف بكل أشكاله وتعريف المرأة بحقوقها التي كفلها الدستور والقانون.

وبلغة الأرقام بينت لقمشها أن أكثر من 19 الف إمرأة استفادت من خدمات المساحات الآمنة والفرق الجوالة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري وشاركت 4652 امرأة في الدورات التدريبية خلال الفترة نفسها مشيرة إلى أن عدد النساء اللواتي تعرضن للعنف وقدمت لهن خدمات إدارة الحالة بلغ 2159 إمراة كما حولت 482 إمراة معنفة لتلقي ما يحتجنه من خدمات عبر مؤسسات وجمعيات أخرى بالتنسيق مع جمعية تنظيم الأسرة.

وأطلقت الأمم المتحدة حملة 16 يوما لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي منذ عام 1991 لتبدأ في الـ 25 من تشرين الثاني لكونه اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة وتنتهي في العاشر من كانون الأول وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان