تحسن ملحوظ طرأ على قطاع تربية المواشي في محافظة ريف دمشق بعد التدهور الذي لحق به خلال فترة تواجد التنظيمات الإرهابية في عدد من مدن وبلدات المحافظة حيث تمكن المربون البالغ عددهم 42 ألفاً خلال السنوات الثلاث الماضية من إعادة ترميم نقص قطعانهم والتوسع في مشاريع التربية.
مدير الزراعة في محافظة ريف دمشق المهندس عرفان زيادة ذكر في تصريح لمراسلة سانا أن الوزارة تعمل وفق الإمكانيات المتاحة على النهوض بقطاع المواشي وإعادة ترميمه بعد خسارة أكثر من 40 بالمئة منه نتيجة التهريب والسرقة والذبح العشوائي والاعتداءات الإرهابية.
وبلغ إجمالي عدد رؤوس الأبقار في محافظة ريف دمشق في اخر إحصاء للوزارة أكثر من 199 أالف رأس ومن الأغنام2.283 مليون رأس ومن الماعز نحو 525 ألف رأس و10107 من الجمال التي يتواجد معظمها في بادية دوما.
مشروع تطوير الثروة الحيوانية الذي انطلق بدعم من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية إيفاد عام 2012 وجمد تمويله عام 2015 لمدة ثلاث سنوات استأنف نشاطه بعد مفاوضات مع وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي بشكل جزئي في ثلاث محافظات عام 2019 وفق مدير المشروع الدكتور رامي العلي الذي بين أن المفاوضات الأخيرة مع إدارة الصندوق اثمرت عن الموافقة على توسيع عمل الصندوق خلال العام القادم ليشمل محافظات أخرى بينها محافظة ريف دمشق.
العلي بين أن المشروع يتضمن أربعة مكونات رئيسية أولها تنمية الثروة الحيوانية من خلال تأسيس 27 وحدة نوعية لشبكات مربي الثروة الحيوانية ورفع كفاءة الفنيين والمربين في تربية ورعاية وصحة الثروة الحيوانية وتوزيع حيوانات محسنة ضمن شبكات المربين وبأسعار تشجيعية.
وتمكن المربون بدورهم رغم الظروف الصعبة والعقوبات القسرية أحادية الجانب على سورية وارتفاع تكاليف التربية التي أثرت بمجملها على عملهم من تحقيق نمو لهذا القطاع ومكاسب اقتصادية من انتاج الألبان والأجبان واللحوم وتشغيل كامل أفراد الأسرة في مشاريع التربية التي تعتبر أساس معيشتهم.
موسى عبد ربه مربي أغنام أوضح في تصريح لمراسلة سانا أثناء تواجده في حقله ببلدة بيت سوا أن هذه المهنة هي أساس تأمينهم لدخلهم المادي وأنه رغم فقدانه لرؤوس أغنامه خلال فترة تواجد الإرهابيين بالبلدة إلا أنه استطاع بجهود مضاعفة ومساعدة أسرته من ترميم قطيعه حتى بلغ 200 رأس مشيراً إلى أن أغلب المربين في بيت سوا عادوا إلى تربية المواشي بهدف النهوض بهذا القطاع وتضم البلدة حاليا نحو 2500 رأس غنم.
تربية الأبقار لا تختلف عن سابقتها فهي تحتاج إلى المتابعة والاهتمام عبر توفير الأعلاف والأدوية والكهرباء والحلابات وغيرها من الأشياء للحفاظ عليها بحسب المربي محمد جمعة الذي بين أنه كان يملك الكثير من رؤوس الأبقار قبل الحرب فقدها كلها وعاد إلى تربية الأبقار من الصفر حيث بدأ برأس واحدة ووصل الآن إلى 15 رأساً مضيفاً أنه يعتمد على تسمين العجول من أجل لحمها وعلى تربية الدجاج والبط والحمام لتحسين واقعه المعيشي.
وتعد الجمال من أكثر أنواع المواشي التي تتم تربيتها في منطقة دوما حيث تحدث المربي طارق الأغواني عنها بقوله تربية الجمال مهنة قديمة توارثناها أبا عن جد وهي من المهن التي يجب الحفاظ عليها وزيادة أعداد رؤوسها نظراً للطلب الكبير على لحمها.
وأشار الأغواني إلى أن تربية الجمال تحتاج للخبرة لأن التعامل معها يتطلب المرونة وطعام الجمل يتركز على بقايا الخضراوات والذرة والفصة والكسبة الخشنة مبيناً أنه يعمل حالياً على تربية 45 رأسا منها ويسعى لزيادة أعدادها.