صورة المرأة في الشعر العربي الحديث في رؤى الدكتور قصي أتاسي

تشغل المرأة حيزا في فنون الادب من القصة والرواية والمسرح والمقالة والشعر وهو ما منحها مساحة شاسعة في أرضه فكانت بطلة الشعراء وملهمتهم عبر العصور.

الدكتور الأديب قصي أتاسي تناول حضور المرأة في الشعر العربي الحديث بمختلف تجلياتها وأشكالها عبر محاضرة في رابطة الخريجين الجامعيين بحمص بحضور مجموعة من المثقفين وعشاق الأدب.

واستعرض أتاسي صوراً متعددة للمرأة وكيف تنوعت مواقف الشعراء منها في صورة تعكس مواقف متباينة واراء متنافرة تنم على مستويات فكرية كثيرة تجتمع وتتشابه حينا لتفترق وتتناقض أحياناً بل أن الشاعر الواحد تختلف لديه النظرة للمرأة من موقف لآخر.

ومن صور المرأة في الشعر وفقا لأتاسي المرأة المثال والموحية وربة الشعر الملهمة كما وصفها ابي القاسم الشابي فيما لا يقل الشاعر بدوي الجبل تسبيحا وترتيلا فهي خمرة اسطورية لم تعتصر إلى صورة المرأة المسحوقة والمدمرة وغيرها من الصور حتى غدت المرأة في الشعر العربي الحديث وجودا غنياً خصباً بالدلالات والمعاني والخواطر والانفعالات.

رغم ذلك فإن أتاسي وجد أن الشعر العربي الجديد سما بالمرأة إلى منزلة رفيعة وأعاد إليها كينونتها الرائعة الجديرة بها حين اتخذها رمزاً لما لا يحصى من العوالم والظواهر والفكر والمواقف.

ويقول أتاسي “إن المرأة في الشعر العربي الحديث إنسان له كيانه وفيه كل صفات الإنسانية وخصائصها المادية والروحية والفكرية وهي ليست حبيبة وعشيقة فحسب بل هي هم إنساني يلتحم مع سائر الهموم ويذوب فيها ليكون من بعد ذلك نسيجاً في العمل الشعري ونسغا يسري وينسرب بثناياه”.

الدكتور الأديب قصي أتاسي مواليد 1931 حاصل على إجازة بالأدب العربي ودبلوم تربية ودكتوراه بالترجمة من جامعة جنيف عمل مدرساً في سورية وبعض الدول العربية صدر له ديوان “لهاث السؤال” ولديه مخطوطات قيد الطباعة والنشر.