يونس خلف
أمين السر العام لاتحاد الصحفيين السوريين
لم تكن منطقة الجزيرة السورية كما هي الآن في كل المجالات وليس لجهة الحرب على المياه فقط، ولو لم يحدث ما حدث خلال سنوات الحرب العدوانية على سورية، فلم يكن مشروع آبار علوك الذي تتحكم به قوات الاحتلال التركي هو المصدر الوحيد للمياه قبل أن تستهدف الحرب كل المشاريع الاستراتيجية التي أطلقتها الدولة السورية، فدمرت الحرب بعضها وعطلت تنفيذ الآخر، في حين كان المأمول من تلك المشاريع تحقيق نهضة تنموية لمنطقة الجزيرة السورية وأهمها مشروع جرّ مياه دجلة، ففي العاشر من آذار 2011 وضع الرئيس بشار الأسد حجر الاساس لمشروع جر مياه نهر دجلة، إلا أن الحرب العدوانية على سورية أوقفت العمل به، وهو مشروع حيوي بالنسبة إلى سورية كلها، وليس فقط لمحافظة الحسكة، ومن المشاريع الأخرى التي عملت الدولة على وضعها في الخدمة لتكون مصدراً مهماً لمياه الشرب لمدينة الحسكة مشروع سدي الحسكة الشرقي والغربي بريف مدينة الحسكة الشمالي حيث كانت مدينة الحسكة تعتمد عليهما بشكل رئيسي سابقاً وكانت تتم تغذية هذين السدين من منطقة ينابيع رأس العين عن طريق قناة مكشوفة، لكن توقف استثمار السدين نتيجة ما تعرضت له تجهيزات الآبار الكهربائية والميكانيكية من عمليات سرقة ونهب من قبل المجموعات المسلحة التي احتلت رأس العين في أواخر عام 2012 وقيام ميليشيا قسد بالسطو على جميع الآليات والتجهيزات والأجهزة العائدة لمديرية الموارد المائية خصوصاً الآليات الهندسية الثقيلة، إضافة لإقامة الاحتلال الأمريكي قاعدة عسكرية بالقرب من جسم السد الغربي ومنع مديرية الموارد من استثمار هذه الأجهزة.
و اليوم أصبح واضحاً إن النظام التركي يواصل استخدام مياه الشرب كسلاح حرب ضد الأهالي في محافظة الحسكة بسبب رفضهم احتلال أراضيهم، على الرغم من أن العالم كله يعرف أن قطع المياه يشكل جريمة حرب ضد الإنسانية بموجب القانون الإنساني الدولي، لكن الواقع أن أكثر من مليون مواطن في مدينة الحسكة والمناطق المجاورة لها يواجهون في كل مرة يتم فيها قطع المياه المعاناة من العطش الشديد في ظل الظروف المعيشية الصعبة والتهديدات الصحية المرتبطة بانتشار وباء كورونا. نتيجة رفضهم الاحتلال وتمسكهم بوطنهم، لكن الحل الأمثل والدائم هو أن يتم تحييد المياه عن الصراعات السياسية والعسكرية لكن قوات الاحتلتل التركي لا ترد على كل النداءات والبيانات ومستمرة في حربها على المياه دون ان تتحرك الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية ، وكأن الموت الذي يهدد امثر من مليون مواطن لا يعني أحد او ربما هذا ما تريده وتشتهيه هذه المؤسسات التي تتحكم بقراراتها وبإرادتها الولايات المتحدة الأميركية . والسؤال هو : إلى متى تبقى هذه المؤسسات نائمة وعندما تستيقظ تكيل بمكيالين .!