تدوير النفايات الصلبة.. صناعة واعدة توفر القطع الأجنبي تحتاج للدعم

14 ألف طن نفايات ترحل يومياً أكثر من نصفها مواد عضوية قابلة للتحول إلى سماد وفق إحصاءات رسمية محلية لتبقى النسبة المتبقية مواد أولية لمعامل تختص بتدوير الورق والزجاج والبلاستيك وغيره وبينما ينتج بعضها ما يؤمن حاجات السوق ويكفي للتصدير تعاني أخرى ولاسيما المختصة بتدوير الورق من شح المواد الأولية مع تراجع طباعة الصحف والمجلات والكتب.

وتضيف صناعة تدوير النفايات قيمة للاقتصاد وتحسن الشروط البيئية وتقلل من الانبعاثات الحرارية والتلوث وتعزز مبدأ الاستدامة البيئية والعمل الإنتاجي كما يقول لمندوب سانا الدكتور جمال قنبرية صاحب معمل تدوير ورق لإنتاج رولات التواليت.

ويعتمد قنبرية في صناعته لرولات التواليت كما يوضح على استخدام الورق الأبيض فقط من نفايات المطابع عند تصنيع الكتب أو من الكتب المدرسية التالفة لتجري عملية التدوير على خمس مراحل للوصول إلى استخراج السيللوز النقي الذي يستعمل في صناعة ورق التواليت وورق التنشيف.

لكن تعاني صناعة تدوير الورق حسب قنبرية من نقص كبير في توفر المادة الأولية بعد توقف الصحف والمجلات ونقص انتاج الكتب بسبب غلاء الورق إضافة لزيادة تكاليف الإنتاج نتيجة ارتفاع حوامل الطاقة والكهرباء وأجور اليد العاملة الاختصاصية لافتاً إلى أن العاملين في هذا المجال تقدموا بكتاب عن طريق اتحاد غرف الصناعة للسماح لهم باستيراد نفايات الورق

وبانتظار الموافقة مبينا أن استيراد نفايات الورق يوفر على ميزانية الدولة حوالي خمسة ملايين دولار سنوياً.

وعلى خلاف تدوير الورق يحظى تدوير البلاستيك بوضع أفضل بوجود انتاج كبير يغطي حاجة السوق الداخلية مع إمكانية للتصدير حسب محمد شباط مدير أحد معامل تدوير المواد البلاستيكية الذي بين أن معمله ينتج الحبيبات البلاستيكية إضافة لأكياس القمامة المنزلية ويحصل على المواد الأولية من فرامات المواد البلاستيكية والنايلون.

ويذكر شباط أن هناك منتجات كثيرة تنتج من إعادة تدوير البلاستيك مثل صناديق الخضروات وأصائص الورود والمساحات وغيرها مشيرا إلى أن المعامل توفر الكثير من القطع الأجنبي عبر الاستغناء عن الاستيراد إذ أن كل طن من المواد الأولية المستوردة الحبيبات تتراوح أسعارها من 1500 إلى 2900 دولار حسب النوع والصنف وتنتج دمشق وريفها أكثر من 100 طن يومياً مواد معادة التصنيع وهذا يحقق حجم توفير كبيراً على حد قوله.

ويأمل شباط تقديم تسهيلات لأصحاب معامل التدوير كتوفير الكهرباء وتسهيل منح التراخيص ووجود جهات متخصصة لضبط عملهم والاسعار وخاصة أن إعادة التدوير تسهم في التخلص من النفايات بطريقة مفيدة وتدعم الدخل الوطني.

ويتفق الصناعي جورج قسيس صاحب معمل لتدوير الكرتون في مدينة يبرود مع رأي شباط بخصوص دور معامل التدوير ويضيف لها توفير فرص العمل وحماية البيئة وتوفير أجور نقل مقارنة بالاعتماد على الاستيراد لأن تكاليف نقل المنتج المستورد فقط تساوي سعر المنتج محلياً.

ويذكر قسيس أن المعمل يعتمد على فضلات كرتون المعامل وغيرها من عدة محافظات حيث تفرم وتعجن بآلات خاصة ثم تصنع على شكل أصفاد للبيض وتدخل إلى فرن متعدد الطبقات لتخرج بعدها جاهزة للاستخدام مشيرا إلى أن معمله ينتج نصف طن يومياً عازياً ضعف الإنتاج لعدم توفر التيار الكهربائي وترحل يومياً أكثر من 14 ألف طن نفايات بشكل وسطي من مختلف الوحدات الإدارية أي ما يفوق 433 ألف طن شهرياً حسب مديرة الخدمات والنفايات الصلبة في وزارة الإدارة المحلية والبيئة المهندسة ميادة أحمد.

وتبين أحمد لسانا أن اعتماد تقنية المعالجة البيولوجية والميكانيكية تعد مناسبة للنفايات في سورية لأن نسبة المواد العضوية فيها تتراوح بين 55 إلى 60 بالمئة من إجمالي مكونات النفايات والتي يمكن أن تحول إلى سماد عضوي.

وتوضح مديرة الخدمات أن فرز النفايات يجري بداية في معامل الفرز ويستفاد من المواد القابلة لإعادة التدوير كالبلاستيك والزجاج والمعادن والورق وغيرها أما المواد العضوية فتحول إلى سماد لذلك تعد مشاريع معالجة النفايات الحالية وتنفيذ مشاريع جديدة أمراً حيوياً.