نظرة العقل البشري للميثولوجيا (علم الأساطير) وتاريخ الأديان للوصول إلى مكنون المعرفة كانت محاور الندوة الفكرية مع الباحث والمفكر فراس السواح وجمهور من مثقفي حمص على منبر المركز الثقافي في المدينة.
وطرح السواح على محاوريه في الندوة التي نظمها فرع اتحاد الكتاب العرب في حمص بالتعاون مع المحافظة تساؤلات عن أصل الكون والدين وقضايا فكرية أخرى تترك الباب مفتوحاً لمناقشة تلك القضايا مبيناً أنه اعتمد في كتبه وأبحاثه على الأسلوب السهل الذي استطاع بفضله فتح صندوق العقل وتحريضه على التفكير ولهذا كانت مؤلفاته مفتوحة النهايات لأسئلة ربما تكون أيضاً هي بداية للكتاب ذاته.
ويرى السواح أن الوصول إلى المتلقي يتطلب التخلص من الصيغ الأكاديمية وتلافي ما وقع به أكاديميون فلاسفة حصروا فكرهم بأفكار زملائهم في كتاباتهم فجاءت لغتهم أكاديمية منسوخة عنهم.
ويتبنى السواح نظرية أن التاريخ علمي بمناهجه ظني بنتائجه مقللاً من أهمية أي كتاب لا يستخدم المنهج العلمي وأن الحوار المتبادل هو الأساس مؤكداً أن مشروعه حواري.
ومن خلال قراءاته وأبحاثه وجد السواح أن علماء الوراثة توصلوا جينياً إلى فكرة أن النفس البشرية ميالة إلى التدين وكانت هذه الفكرة إحدى المنطلقات التي ارتكز عليها في بحوثه ودراساته.
وشهدت الندوة تفاعل الجمهور الذي توجه بأسئلته إلى المفكر السواح للاستفادة من فكره وآرائه بالثقافة والمعرفة.
وفي ختام الندوة قدم الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب للمفكر السواح درعاً تكريمياً تقديراً لجهوده في ابحاثه ونتاجاته الفكرية حيث لفت الحوراني إلى مكانة هذا المفكر على المستوى المحلي والدولي بما قدمه من نتاج غير مسبوق وفريد وأن تكريمه احتفاء بالباحثين والكتاب الذين قضوا سنوات من عمرهم في بناء الثقافة الوطنية.
ووجدت الأديبة أميمة ابراهيم رئيس فرع كتاب حمص أن الباحث السواح اشتغل على ما قدمه بشكل حيادي وموضوعي وعلمي رصين دون انحياز وقدم رؤى مختلفة.
حضر الندوة التي أدارها الباحث عطية مسوح المهندس بسام بارسيك محافظ حمص وحسان اللباد مدير ثقافة حمص وجمهور من المثقفين والأكاديميين.
تجدر الإشارة إلى أن السواح من مواليد حمص عام 1940 وهو مفكر وباحث في الميثولوجيا وتاريخ الأديان عمل بروفسوراً في جامعة بكين للدراسات الأجنبية ثم انبرى لدراسة الحضارة العربية وتاريخ الأديان في منطقة الشرق الأوسط.
للسواح وهو عضو في اتحادي الكتاب العرب في سورية والكتاب والأدباء العرب عشرات الكتب والأبحاث ومئات المقالات والمقابلات عربياً ودولياً.