الطوابع البريدية السورية،ذاكرة وطن

سفيرٌ حر بين الدول ينتقل هنا وهناك حاملاً بصمة دولته مدوِّنا لمراحل تطورها والأحداث التاريخية التي شهدتها ويُخلِّد مناسباتها الوطنية والمنجزات والمعالم التاريخية والعمرانية والفنية والطبيعية على أرضها وهذا كله أيقظ الرغبة لدى العديد من الأشخاص لأرشفته وجمعه ومن ثم التباهي عبر توثيق محطات سورية تنطق بمكنونات زمن بحلوه ومره من خلال المتاحف الخاصة التي أنشئت لعرضها في دمشق وعدد من المحافظات السورية او من خلال النادي السوري لهواة جمع طوابع البريد الذي تأسس عام ١٩٤٨ومقره العاصمة دمشق وستكون الوجهة التي ستقدم لك تفاصيل تطور تلك الطوابع وتطور ماتحمله من نقوش ورسومات ومدلولات
فمثلا هناك طوابع توثق فترة الحكم العثماني في سوريا وفي هذه الحقبة بُدء باستخدام الطوابع البريدية عام ١٩٦٣ وفي وقتها اعتبر هواة جمع الطوابع أن كل طابع بريدي عثماني أو مغلف بريدي ممهور بخاتم يعود إلى إحدى المدن السورية هو طابع سوري، وبعد استقلالها عن سلطة الدولة العثمانية استخدمت لفترة قصيرة طوابع احضرتها معها القوات العسكرية البريطانية المرافقة لقوات الثورة العربية حتى قامت دوائر البريد في سوريا انذاك في جميع مايتوفر لديها من طوابع عثمانية وشحت بختم خاص كتبت عليه الحكومة العربية او الحكومة السورية العربية وقامت الحكومة العربية بإصدار مجموعة طوابع بريدية خلال فترة حكمها حيث قامت حكومة الفيصل بإصدار مجموعة طوابع بريدية قليلة خلال فترة حكمها القصيرة لسوريا من تشرين الأول ١٩١٨ إلى ٢٥ تموز ١٩٢٠ يوم دخول المستعمر الفرنسي لدمشق محتلاً وعُرفت وقتها الطوابع باسم الطوابع الفيصلية ومن أهمها على الإطلاق الطابع الموشح بعبارة “تذكار استقلال سوريا”
وفي عهد الانتداب الفرنسي استعمل في بادىء الأمر ثلاثة انواع من الطوابع وهي طوابع فرنسية ومجموعة من الطوابع العثمانية المتبقية في البلاد وكذلك الطوابع الفيصلية واستمر استخدام هذه الطوابع المختلفة إلى أن نفذ منها العثماني والفيصلي وبعدها وضعت فرنسا في التداول مجموعة طوابع تحمل اسم الجمهورية العربية السورية باللغة العربية والفرنسية دون الإشارة إلى الانتداب بدلالة الطابع الذي يحمل اسم رئيس سوريا محمد علي العابد والتي كانت رئاسته مابين عامي ١٩٣٢_١٩٣٦ وبعد جلاء القوات الفرنسية والانكليزبة عن سوريا صدرت الطوابع من قبل الحكومات السورية المتتالية باسم الجمهورية العربية السورية
إلى يوم الثاني والعشرين من شباط عام ١٩٥٨ حيث أعلنت الوحدة بين سورية ومصر وخلال تلك الفترة كانت تصدر الطوابع باسم الجمهورية العربية المتحدة الى أن تم الانفصال عام ١٩٦١ أصبحت الطوابع تحمل اسم الجمهورية العربية السورية واستمرت إلى وقتنا هذا حيث واصلت طوابع البريد السورية تخلد الأحداث وتوثق تاريخها السوري على اختلاف أنواعها لتصدر في المناسبات الوطنية كذكرى عيد الجلاء والمناسبات الاجتماعية كعيد الأم والاقتصادية صورة سد الفرات مثلا أو مواقع أثرية مختلفة بالإضافة إلى طوابع لرؤساء تعاقبوا على حكم سوريا و مجموعات لأبطال عرب ومشاهيرهم مثل صلاح الدين الأيوبي وأبو العلاء المعري والعديد مما تكتنزه الطوابع السورية التي تجمعها صالات الطوابع البريدية في عدة محافظات سورية مشكلة تذكارا لتخليد حدثٍ معين ذي أهمية ليغدو لكل طابع حكاية ولكل حكاية رواية فأما الرواية ياسادة فهي سوريّة بامتياز.

اعداد: مجد حيدر